كتب : شيماء مجاور
في إنجاز أثري يُعيد كتابة التاريخ، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن كشف أثري استثنائي في موقع تل الفرعون (بوتو) بمحافظة الشرقية، يعود للعصر المتأخر والعصر البطلمي (من حوالي 600 قبل الميلاد حتى 30 قبل الميلاد).
تم الكشف عن مدينة قديمة كاملة كانت مأهولة ومزدهرة، وتضم مجموعة من المباني متعددة الطوابق (Tower Houses)، في مشهد أثري لم يُسجّل من قبل في منطقة الدلتا، ويكشف عن حضارة عمرانية متقدمة جدًا للمصريين في تلك الحقبة.
تفاصيل مذهلة عن الاكتشاف:
منازل متعددة الطوابق من الطوب اللبن:
اكتشاف نادر يُظهر بنية عمرانية تُشبه “العمارات السكنية” المبنية من الطين، ذات جدران سميكة وأسقف خشبية، تدل على وجود طبقات اجتماعية وازدهار سكاني كبير.
معبد واجيت وطريق احتفالي:
طريق مرصوف بالحجر الجيري يقود إلى معبد مخصص للإلهة واجيت – الثعبان المقدّس وحامية الدلتا – بطول 60 مترًا، محاط بصوامع غلال، مما يعكس ثراء اقتصادي وتنظيم ديني دقيق.
مبنى بطلمي ضخم مهجور:
بُني فوق الطريق الاحتفالي، وكان مزخرفًا بالأعمدة الجيرية وأرضيات حجرية فاخرة. يرجّح العلماء أنه كان مركزًا إداريًا أو دينيًا ثم تم التخلي عنه نتيجة تغيرات سياسية أو دينية.
استخدام تقنيات حديثة في الكشف:
تم الاستعانة بصور الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بعد لتحديد مناطق الحفر بدقة.
وتم أكتشاف تمثال أوشبتي من الأسرة 26 ، سيستروم برونزي يمثل الإلهة حتحور، إلهة الموسيقى والخصوبة ، لوحة حجرية للإله هربوقراطس، ترمز للحكمة والحماية ،أواني طهي بها بقايا حساء سمك البلطي – دليل على نمط الحياة اليومي ، بقايا حبوب ومخازن غلال تؤكد أن السكان كانوا يُمارسون الزراعة والتخزين بكفاءة.
يعد هذا أول دليل أثري على وجود منازل متعددة الطوابق في دلتا النيل، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة لفهم شكل المدن المصرية القديمة خارج الصعيد.
أدرجته مواقع عالمية مثل New York Post، Greek Reporter، وArchaeology.org ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025.
يسلّط الضوء على أن المصريين القدماء لم يكونوا فقط بناة معابد وأهرامات، بل أيضًا بناة مدن متقدمة ومعقدة.
تصريح رسمي من د. مصطفى وزيري – الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار:
هذا الاكتشاف يكشف عن نمط حياة حضري لم نكن نعتقد بوجوده في دلتا النيل. المنازل متعددة الطوابق تدل على تخطيط مدني متكامل، وهو إنجاز حقيقي لعلم الآثار المصري.
تعليق خاص من شيماء مجاور:
"شرف ليا أشارك في توثيق خبر بيعيد الاعتبار لحضارة المصريين في دلتا النيل. الاكتشاف ده مش بس أحجار… ده شوارع، بيوت، أكل، حياة كاملة كانت مدفونة تحت الطين، ورجعت تكلمنا بعد آلاف السنين."