"أحباب النيل".. رحلة تشكيلية للعودة إلى الطبيعة والجذور حوار مع الفنان التشكيلي د : عادل مصطفى

 
كتب : يوسف ماهر

في معرضه الجديد "أحباب النيل"، يبحر الفنان التشكيلي د. عادل مصطفى أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، من ذكريات الطفولة ومراكب النهر، إلى أجواء من الفانتازيا التي تُشبه الحكايات الشعبية وألف ليلة وليلة. يضم المعرض نحو ٥٠ عملًا، منها ١٣ عملًا طباعيًّا تُعرض لأول مرة.


 كيف نشأ معرض “أحباب النيل” وما الفكرة التي انطلقت منها؟

المعرض هو المرحلة الثانية من مشروع فني طويل الأمد بدأته منذ ٢٠١٨، وكان بعنوان "مراكب على شاطئ البحر"، واستمر لـ٤ معارض كاملة، وانتهى العام الماضي بمعرض "من البحر إلى البر". أما "أحباب النيل"، فهو امتداد طبيعي لكنه أكثر ارتباطًا بذكرياتي كطفل عاش بجوار نهر النيل، وشاهد تفاصيل الحياة اليومية من الصيادين والمراكب الصغيرة والعناصر الشعبية في البيئة النيلية.


ما الذي أردت التعبير عنه من خلال هذه الأعمال؟

العودة إلى الطبيعة بكل ما فيها من بساطة وجمال. هناك طاقة روحية في النيل لا يمكن تجاهلها، وكنت أحاول استعادة هذا الاتصال بين الإنسان والطبيعة، من خلال توظيف عناصر رمزية، مثل المراكب، والأشخاص في هيئة حكايات، كما لو كانوا شخصيات من عالم الخيال.



 المعرض تضمن أعمالاً طباعية لأول مرة.. كيف جاءت هذه التجربة؟

نعم، هي المرة الأولى التي أقدّم فيها أعمال طباعة فنية باستخدام تقنيات الحفر. بدأت كنوع من التجريب، لكنني اندمجت معها تمامًا، وأنتجت ١٣ عملاً طباعيًّا أصبحت جزءًا من المعرض. الطباعة مختلفة عن التصوير، فهي تُشبه عزف الموسيقى، فيها تكرار لكن كل نسخة تحمل طابعًا فريدًا. أشبّه ذلك بغناء أم كلثوم لأغنية واحدة بأداء مختلف كل مرة.


كيف أثّر عليك السرد الشفهي الذي نشأت عليه في قريتك؟

أنا نشأت في قرية بمحافظة المنيا، في بيئة أدبية شفاهية غنية. كان أبي شاعرًا عاميًّا، والناس حولي يحبون القصص الشعبية. هذا غرس بداخلي حب الحكايات، وانعكس في لوحاتي التي تبدو وكأنها مشاهد من حكايات أو حلم، فيها سرد بصري واضح.



 نلاحظ أنك تميل إلى الحنين في لوحاتك؟

صحيح. أنا أؤمن أن الفنان هو ابن بيئته، وأن العودة إلى الجذور ليست تراجعًا بل بحثًا عن الثبات. النيل والقرية والمراكب عناصر تمنحني الإلهام وتعبر عن هويتي الشخصية والفنية.


 ما الرسالة التي تود توصيلها من خلال المعرض؟

العودة للطبيعة، للهدوء، للبساطة. العالم أصبح سريعًا وصاخبًا، وأردت من خلال المعرض أن أقدّم دعوة للتأمل والتصالح مع النفس، وربط الإنسان بالبيئة المحيطة به.


 هل هناك مشاريع فنية قادمة؟

نعم، المعرض القادم سيستكمل المشروع بشكل آخر. ربما أُركز على عنصر الإنسان في بيئة النهر، أو أدمج بين البحر والنهر في معالجة بصرية جديدة.