كتب: محمد الدالي
في دقائق، تحولت الرحلة إلى مأساة، وتحولت الضحكات إلى صرخات، بعد أن شهد الطريق الإقليمي حادثًا مروعًا أسفر عن وفاة 19 فتاة، في واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال الفترة الأخيرة، ما أعاد إلى الأذهان الكوارث المرورية التي تهز وجدان الشارع المصري كل عام.
بدأت الواقعة صباح الخميس، عندما اصطدمت سيارة نقل مسرعة بعدة سيارات خاصة كانت تقل فتيات ذاهبات إلى العمل. ووفقًا لشهود عيان، فقد كانت السرعة الجنونية، إلى جانب عدم وجود رادارات ردع، السبب الرئيسي في المأساة.
"كنا رايحين الشغل.. وفجأة كل حاجة اتقلبت دم"، هكذا روت إحدى الناجيات، وقد أصيبت بكدمات. ورغم محاولات الإسعاف التي وصلت سريعًا، فإن المشهد كان قد اكتمل: سيارات محطمة، صرخات، وأجساد متناثرة.
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهات مباشرة بصرف 500 ألف جنيه لأسرة كل متوفاة، و70 ألف جنيه لكل مصابة، وبدأت وزارات التضامن والعمل في التحرك الفوري لدعم الضحايا نفسيًا وماديًا. كما أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق موسع في أسباب الحادث، وسط مطالبات من الأهالي بتركيب كاميرات مراقبة وتشديد الرقابة على الطريق .
افتُتح الطريق الإقليمي منذ سنوات كواحد من أهم المحاور الجديدة في مصر، يربط بين المحافظات بسرعة فائقة ويقلل الزحام داخل القاهرة. لكن مع غياب الرقابة والصيانة الدورية، تحوّل إلى فخ قاتل في بعض المناطق، بحسب تقارير مرورية سابقة حذرت من خطورته، خاصة في فترات الليل وسوء الأحوال الجوية.
تتصاعد المطالب من الأهالي والناجين، ليس فقط بتعويضات، بل بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال، وتطوير البنية التحتية للطريق، وتطبيق قانون المرور بحزم، خصوصًا فيما يتعلق بالحمولات الزائدة وسلوك السائقين.
"الفلوس مش هترجع الناس.. بس لازم نمنع اللي جاي"، كلمات مؤثرة قالها أحد أقارب الضحايا، وهو يودع شقيقته وأبناءها في جنازة جماعية مؤلمة.