بقلم : رانية الحاج عيسى
ستمائة يوم وأكثر، مضت على مرارة الموت، في حرب تعمدت عودة غزة إلى العصور الغابرة ، للعصر الحجري.
دمار في كل أنحاء المعمورة، ودمعة طفل تصرخ للعالم خلصونا من هذا الموت، ذلك الطفل حُرم من كل مظاهر الحياة الطبيعية، لا يملك حتى طعام بسيط يدفئ به قلبه الصغير، ذلك القلب الذي يصحى وينام على صوت لاينتهي من الألم والجوع والموت ، جريمة حرب نكراء تقع دوماً في غزة.
يستشهد الفلسطينيون كل يوم ، باحثين عن لقمة عيش، بعد جوع فتك بهم، بعد ضربات وحشية متتالية لأبرياء غزة ليس مشهداً غريباً على غزة هاشم بل أصبح مألوفاً ، لقطةٌ مكررة غادرة قاتلة للكبير والصغير والمسن، ذلك المسن الذي حزن على من فقد من عائلته، وفرح بمن بقي منها ، بكى على ابنته أم الشهيد، بكى على أبشع إبادة لأقدم مدن التاريخ في الشرق الأوسط والعالم ، فلا ضمير فيمن يضرب زوايا غزة المدينة القديمة ،ويفتك بما بقي منها هانحن اليوم نبكي وننتظر النصر بلا حيلة ، وها هي غزة المولودة من النار ترفع دعاءها للسماء ، ستحرر نفسها رغم ظلم صمت العالم القاتل لذلك الطفل الغزاوي المولود في سيدة البحور غزة.