كتب : إيمان خالد
في قلب محافظة المنيا، وتحديدًا بمدينة المنيا، تتجسد مأساة إنسانية مؤلمة في قصة المواطن هشام فاروق، الذي كان يعمل بجد واجتهاد كعامل دليفري، ليكافح من أجل أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة: الابتدائي والإعدادي والثانوي.
هشام، المعروف بين أهل المدينة بأخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة، كان نموذجًا للكفاح والشرف، يسعى يوميًا وراء لقمة العيش بكرامة، إلى أن حلت عليه الكارثة في يوم 29 يناير 2025، عندما تعرض لحادث مروع أثناء عمله بشارع عدنان المالكي.
وقد تم إجراء لقاء خاص مع هشام وزوجته اليوم، كشفا فيه عن تفاصيل المعاناة اليومية التي يمران بها، ومدى الألم الجسدي والنفسي الذي يعانيه هشام حتى هذه اللحظة، وسط غياب الدعم الكافي.
الحادث لم يكن عاديًا، فقد تسببت فيه سيارة ملاكي كان يقودها طفل يبلغ من العمر 16 عامًا، استولى على السيارة من ذويه ليقودها متهورًا في شوارع المدينة.
وعندما صدم هشام، لم يتوقف بل أكمل طريقه ودهسه مرة أخرى في محاولة للهروب، وسط ذهول وصدمة الأهالي الذين كانوا شهودًا على الواقعة.
أُدخل هشام إلى العناية المركزة في حالة حرجة، حيث تعرض لتوقف متكرر في عضلة القلب، ونزيف في المخ والرئة، بالإضافة إلى كسور في الضلوع وعظام الحوض والفخذ، والتواء في العمود الفقري تسبب في اختناق بالحبل الشوكي، مما أفقده القدرة على الحركة بشكل كامل.
كما أُصيب بكسور في الوجه والفك العلوي، أفقدته معظم أسنانه، وتدهورت حالته بشكل كبير ليصبح طريح الفراش، لا يتحرك إلا على كرسي متحرك، مع اعتماد كامل على الأدوية والعلاج المستمر بتكلفة باهظة تفوق قدرات أسرته.
ورغم كل هذا الألم، كانت الصدمة الأكبر في الحكم القضائي الصادر بحق المتسبب في الحادث، إذ حُكم عليه بالحبس لمدة شهر فقط، ما أثار حالة من الغضب والحيرة بين أهالي المنيا والمتابعين للقضية، متسائلين: هل يعقل أن تقابل كل هذه الخسارة والآلام بحكم لا يتجاوز ثلاثين يومًا؟
زوجة هشام، السيدة الصابرة المكافحة، لم تترك زوجها لحظة واحدة، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تقف بجانبه، تطالب بحقه وتناشد الجهات المعنية، لكن الطريق لا يزال مليئًا بالعقبات.
ومن هنا، نوجه نداءً عاجلاً إلى السيد محافظ المنيا، والسادة المسؤولين بالدولة، وكل أصحاب القلوب الرحيمة، للوقوف بجانب هشام وأسرته، سواء بالمساندة الطبية، أو المساعدة الاجتماعية والمالية، أو بإعادة النظر في قضيته قانونيًا، ليعود له جزء من حقه، ويجد بصيص أمل في حياة أصبحت ثقيلة على قلبه وجسده.