العالم المسيحي يودّع رمز السلام والتواضع....وفاة البابا فرنسيس تهز القلوب .....

 

كتب: إيمان خالد 


أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ما أثار حالة من الحزن والصدمة بين محبيه حول العالم.

وسلطت الصحف الإيطالية الضوء على رحيل البابا، وأبرزت صحيفة "الجورنال" مسيرته، مشيرة إلى أنه أول بابا من أمريكا اللاتينية، حيث وُلد في 17 ديسمبر 1936 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لعائلة ذات أصول إيطالية.

 وقد التحق بالمدرسة اليسوعية، ودرس الفلسفة، ثم رُسم كاهنًا عام 1969، قبل أن يُعيَّن كاردينالًا عام 2001، بعد مسيرة كنسية حافلة في بوينس آيرس.

خلف البابا فرنسيس سلفه بنديكتوس السادس عشر في مارس 2013، واختار اسمه تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز التواضع وخدمة الفقراء. 

كما فضّل العيش في بيت القديسة مارتا بدلًا من الشقة البابوية، في لفتة رمزية تعكس بساطته.

وعُرف البابا فرنسيس بمناصرته للفئات المهمشة والمهاجرين، وبدعواته المستمرة للحوار بين الأديان.



 كما لعب دورًا بارزًا في تعزيز السلام في مناطق النزاع، وعلى رأسها الشرق الأوسط. وفي رسالته الأخيرة بمناسبة عيد الفصح، والتي قرأها أحد مساعديه، أعرب عن تضامنه مع أهالي غزة، واصفًا الوضع الإنساني هناك بالمأساوي، وداعيًا إلى وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح المحتجزين.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين، مؤكدًا أن الحرب لا تجلب سوى الدمار، وأن السلام هو السبيل الحقيقي لتحقيق الكرامة والعدالة.

 كما أشار في مناسبات عدة إلى أن العالم يعيش "حربًا عالمية ثالثة مجزأة"، في إشارة إلى الصراعات في أوكرانيا، وسوريا، واليمن، والسودان.

وخلال فترة بابويته، قام بعدد كبير من الرحلات حول العالم، لنشر قيم السلام والعدالة.

 ويُعد لقاؤه مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019، وتوقيعهما على وثيقة "الأخوة الإنسانية"، من أبرز إنجازاته الدبلوماسية.

وأصدر أربع رسائل بابوية مهمة، من أبرزها رسالة عام 2015 التي دعت إلى حماية البيئة، ورسالة "جميعًا أخوة" عام 2020، والتي ركزت على الأخوة الإنسانية، كما سعى إلى تحديث هيكل الكنيسة وجعلها أكثر شمولًا.

وكان البابا قد نُقل إلى مستشفى جيميلي في روما في 14 فبراير الماضي، بعد إصابته بالتهاب رئوي مزدوج، إلى جانب مضاعفات صحية أخرى من بينها فشل كلوي.

 وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية، فقد ظهر علنًا أمس خلال قداس عيد الفصح، وألقى عظة قصيرة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس.