كيف بدت ردود فعل حكماء العرب والغرب على احداث غزة ؟



كتبت: نيفين رضا 

نعيش الآن في حالة صدمة حقيقية من رد فعل بعض الحكومات العربية المتخاذل الغير حاسم في اي قرار يتعلق بتهديد اي مصلحة خاصه بين هذه الحكومات وبين دولة اسرائيل ، ورد فعل الحكومات الغربية المغاير تماما ً لمعايير العدل والديموقراطية والحرية والتحضر التي يدعونها ، والبارع أيضا ًفي قلب الحقائق  تجاه ما يجري من مجازر اسرائليه ضد الإنسانية في غزه الأبيه الصامده في معركة طوفان الأقصى ، حيث يقصف الجيش الاسرائيلي بيوت مدنيين عزل بشكل عشوائي في مختلف الاحياء و مستشفيات بخطه ممنهجة تحت مظلة إدعاءات كاذبة بوجود قواعد لحماس في هذه المستشفيات  ، فالكل يشاهد ويتابع مكتوفي الأيدي ، و لا قيمه لمنظمات حقوق الانسان العاجزه عن اتخاذ اي موقف لحماية العزل من الشعب الفلسطينى من نساء وأطفال وشيوخ ، فحتي الآن وصل عدد ضحايا الأطفال من الشعب الفلسطينى الي ٤٠ ٪؜ . 

فقد وصف قادة الحكومات الغربية، سواء فى الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبى، أن ما جرى فى السابع من أكتوبر هو هجوم استهدف سكانا مدنيين قامت به «حركة إرهابية» هى منظمة حماس، وأنه تخلى عن القواعد «المتحضرة» فى العمل العسكرى، ونظرا لأن ضحايا هذا الهجوم هم مواطنات ومواطنو وجنود دولة إسرائيل فإن من حقها وبموجب القانون الدولى أن تدافع عن نفسها، حتى لو وصل دفاعها إلى اجتثاث حركة حماس، وهو أمر مطلوب، لأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطينى، فهناك السلطة الفلسطينية التى أدانت الهجوم على سكان مدنيين. وعندما تجاوز رد الفعل الإسرائيلى  قواعد القانون الدولى، وامتد إلى فرض عقاب جماعى وابادة للشعب الفلسطينى «المدنى»، فقد اكتفت هذه الحكومات فقط بنصح إسرائيل بالالتزام بقوانين الحرب والقانون الدولى الإنسانى، وتسهيل وصول المعونات لقطاع غزة.

فقد استفزت هذه المجازر الشعوب العربية خصوصًا وبعض من الرأي العام الغربي  ، فخرجت في مظاهرات حاشدة للتنفيس عن غضبها الكامن ، وعبرت عنه ايضا ً من خلال التصريحات على وسائل التواصل الاجتماعى ، واستخدام سلاح المقاطعة لكل ما هو صهيونى امريكي .

 سقطت من الذاكرة الغربية، اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين فى الضفة الغربية، والتى كانت تتكرر يوميا فى الفترة الأخيرة خصوصا حول المسجد الأقصى وفى جنين، والحصار الصارم حول غزة منذ سبعة عشر عاما قد ذواه الزمان، وحروب إسرائيل الأربع السابقة على غزة (2006، 2012، 2014، 2022) والتى راح ضحيتها آلاف من الأطفال والنساء وكبار السن فضلا عن الشباب ،  إنما  تذكر فقط ما جرى فى 7 أكتوبر.

 وأخيراً مهما حاولت اسراءيل والولايات المتحدة الاميركية والحكومات الغربية تشويه الواقع ، سيبقي التاريخ شاهدًا  لكل من له بصر وبصيرة أن حماس ليست منظمة ارهابية وليست جيشا نظاميا يتواجد فى معسكرات تستهدفها آلة الحرب الإسرائيلية، وإنما هى حركة مقاومه فلسطينيه سياسية لها جناحها المسلح العسكري ، بينما يوجد فى القطاع أكثر من مليونى مواطن منهم أطفال ونساء وشباب ومتقدمون فى السن، فلا يمكن القول بأنهم جميعا أو فى غالبيتهم ينتمون إلى حماس سواء فى تنظيماتها السياسية أو جناحها العسكرى، وبالاستناد إلى آخر انتخابات جرت فى غزة فى سنة 2006، كان أكثر من نصف الناخبين ينتمون إلى منظمات سياسية أخرى كانت أكبرها فتح التى هى عماد السلطة الوطنية الفلسطينية.

فحقاً سقطت أقنعة الديموقراطية وتطبيق العدل والتحضر والإنسانيه التي تظهر بها  الحكومات الغربية ، فقد اعترضت هذه الحكومات حتى عن ادانة حرب اسراءيل لإباده فلسطين فى المحافل الدولية وخصوصا فى مجلس الأمن فى الأمم المتحدة، وتوقفت كل المؤسسات التشريعية فى هذه الدول عن إدانة هذه الاعتداءات المتكررة على مدنيات ومدنيين فلسطينيين ، بل وتؤيد الحرب التى تشنها إسرائيل على غزة بدعوى أنها دفاع عن النفس فى مواجهة منظمة إرهابية .