*فَضْل يومِ عَرَفَة. *
كتب: نيفين رضا
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-أنَّ رسول الله-ﷺ-قال:
*(ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)*
المصدر: صحيح مسلم - 1348.
الشرح:
فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأيَّامِ عَلى بعضٍ وَمِن تِلكَ الأيَّامِ الفاضلَةِ يَومُ عَرفةَ، فَله فَضائلُ كثيرةٌ، ومرَّ بِه حَوادثُ عَظيمةٌ للإِسلامِ.
فلمَّا كان الحجُّ عَرفةَ، والحجُّ يَهدِمُ ما قبلَه، كانَ ما في يَومِ عَرفةَ مِن الخَلاصِ عنِ العذابِ، والعِتقِ منَ النَّارِ أَكثرَ ما يَكونُ في سائرِ الأيَّامِ، وإنَّه سُبحانَه وتَعالى لَيدنو ثُمَّ يُباهي بمنْ بِعرفةَ المَلائكةَ؛
فاللهُ سُبحانَه وتَعالى يُباهي بأَهلِ عَرفةَ المَلائكةَ، مَعناه: يُظهرُ فَضلَهم لهم وُيريهِم حُسْنَ عَملِهم ويُثني عَليهم عِندَهم، وأَصلُ البَهاءِ الحُسنُ والجَمالُ.
فيقول: ما أَراد هَؤلاءِ؟ أي: أيُّ شيءٍ أَراد هَؤلاءِ حيثُ تَركوا أَهلَهم وأَوطانَهم وصَرَفوا أَموالَهم وأَتعَبوا أَبدانَهم؟ أي: ما أَرادوا إلَّا المَغفرةَ والرِّضا، وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّهم مَغفورٌ لَهم لأنَّه لا يُباهى بأَهلِ الخَطايا والذُّنوبِ إلَّا مِن بَعدِ التَّوبةِ والغُفرانِ.