ظاهرة أطفال الشوارع

 ظاهرة أطفال الشوارع



كتب/فاطمه عيد، ياسمين أشرف، شروق محمد 



تعد ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة منتشرة بوضوح في كافة المجتمعات وفي أنحاء العالم، إذ صرحت الأمم المتحدة أن ما يزيد عن 150طفل في مختلف أنحاء العالم في وقتنا الحاضر يصنفون ضمن أطفال الشوارع إذ يجبر منهم الكثير على كسب لقمة عيشهم بطرق مهينة مثل البحث في القمامة وبيع البضاعة البسيطة كباعه متجولين في الأحياء والمدن الفقيرة


يشار إلى أنه وبحسب تصريحات سابقة ليوسف حسن رئيس برنامج حماية الأطفال بلا مأوى فإن عدد الأطفال المشردين أو ما يطلق عليهم أطفال الشوارع في مصر حتى عام 2019 نحو 15 ألف طفل موزعين على 10 محافظات .


الأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع هم عرضه للعنف والاستغلال وتعاطي المواد المخدرة ويلجأ الكثير منها إلى المخدرات من أجل تحمل حياتهم وأوضاعهم المذرية.


القانون المصري يصفهم بأنهم أطفال معرضون للجنوح وينظر إليهم الكثير من الناس ومنهم ضباط الشرطة على أنهم محرومون ليس إلا.


عرفت الأمم المتحدة أطفال الشوارع بأنهم أي ولد أو بنت يتخذون من الشارع بمختلف معانيه بما في ذلك الخرابات والأماكن المهجورة وغيرها مقر إقامة أو مصدر لكسب الرزق دون أن يتمتعوا بإشراف أو توجيه أو حماية كافية من قبل أولياء أمورهم الراشدين.


 وكما يقول محمد سيدوهمي فإن أطفال الشوارع هم من تقل أعمارهم عن ثمانية عشرة عامًا يمارسون حياتهم من أكل وشرب وغيرها في الشارع حيث يعمل بعضهم بشكل غير رسمي ومنهم من لا يعمل بالإضافة إلى كون علاقتهم بأسرهم توصف بالمنقطعة.



أسباب ظاهرة أطفال الشوارع


هناك الكثير من الأسباب التي دفعت أطفال الشوارع؛ لأن يكونوا على ما هم عليه الآن وتقسم الأسباب إلى:


- أسباب عائلية: تتعد الأسباب العائلية التي تؤدي إلى ظاهرة أطفال الشوارع وهي:


• التفكك الأسري: فتشتت الأطفال بين الأم والاب بعد انفصالهما وتفكك الأسرة يدفعان الأطفال إلى الشوارع.


• العنف الأسري.


• كثرة النسل: أن عدم الإهتمام بالأطفال واحتياجاتهم قد يدفع بهم إلى الشارع خاصة أن رافقت ذلك حالة اقتصادية صعبة.


• التمييز بين الأبناء في الأسرة الواحدة: حيث يشعل ذلك شرارة الغيرة بينهما مما قد يقود بعض الأطفال إلى الهروب إلى الشارع.


• اليتم: فقدان أحد الوالدين أو كليهما يسبب ضعف الرقابه والمتابعة للأطفال أو انعدامهما مما يقودهم إلى الإنضمام إلى أطفال الشوارع.


• القسوة: هي أحد الأسباب سواء كانت القسوة من قبل الوالدين أو أقارب الطفل أو المحيطين به أو حتى من مجمتع المدرسة.


• عمل الوالدين: قد يمارس الوالدان أعمالًا غير قانونية من شأنها أن تنقل إلى أطفالهم أيضًا.


-أسباب اجتماعية: تشمل الأسباب كلا مما يأتي:


• الظروف الاقتصادية الصعبة: حيث لا تستطيع بعض الأسر توفير حاجات أبنائها الأساسية من مأكل ومشرب ومكان وإقامة وعلاج مما يدفعها للسماح للأطفال بالعمل في الشارع للمساعدة في تأمين الاحتياجات.


• سوء البيئه المحيطة: قد تؤدي مجاورة الأشخاص المنحرفين إلى انحراف الأطفال.


• التسرب المدرسي: أن أساليب التعليم الشديدة الصارمة وعدم قدرة بعض الآباء على تحمل مصاريف الدراسة تدفع بالأطفال إلى الهروب وترك المدرسة والانخراط في بيئة الشوارع.


-أسباب اقتصادية: وهي تتمثل في الفقر والعوز الاقتصادي حيث تعاني العديد من الأسر من الفقر لهذا يلجأ الأطفال تحت الضغوط النفسية للهروب من منازلهم للشارع وذلك لكي يعملون على حرفة أو عمل وقد يلجأون إلى التسول أو للأعمال الغير مشروعة مثل.. السرقة وتوزيع المخدرات.


-انتشار العلاقات الجنسية المحرمة:حيث تلجأ الأم للتخلص من الفضيحة برمي أطفالها في الشوارع وأمام الملاجئ.


-الجهل والتخلف والأمية: هذا المثلث شديد الخطورة حيث يفتقر الكثير من الأشخاص للعلم والمعرفة والتعليم حيث يجد الأب صعوبة في تعليم أبنائه شئ مفيد أو أن يعمل الأب لكسب قوت يومه لكن الجهل يرمي الأب في برائن الإدمان والمخدرات مما يجعل الأبناء عرضه للضرب والإهانة وخلافة وكذلك يهمل الأب تعليم أبنائه ويكتفي بتسريحهم لكي يأتون إليه بالمال.


-هروب الكثير من الأبناء من التعليم: وذلك نظرًا لتعقد المنظومة التعليمية والمناهج لهذا يهرب الطفل من المدرسه إلى الشارع وذلك لكي يهرب من عنف المدرسة عليه وكذلك من المناهج الصعبة التي قد لا يستوعبها خاصة مع انتشار الدروس الخصوصية.



آثار ظاهرة أطفال الشوارع


-تنتج عن ظاهرة أطفال الشوارع بعض المشاكل وتصنف إلى:


-مشكلات اجتماعية: تبرز الكثير من المشكلات الاجتماعية التي يواجهها أطفال الشوارع ومنها انتشار الجهل والتخلف وزيادة أعداد الأميين وأعداد العاطلين عن العمل بين فئة العاملين باطراد.


-مشكلات أمية: يكون أطفال الشوارع عادة ضمن بيئة سيئة دون وازع أو رقيب بالإضافة إلى اختلاطهم بمن يكبرونهم سنًا مما قد يؤدي إلى انخراطهم في شبكات منظمه من العصابات المؤذية إذ قد يعملون ضمن هذه العصابات في الدعارة والسرقة وتجارة المخدرات مما يعود بآثار ضاره على أمن المجتمع.


-مشكلات نفسية: يؤدي انخراط الطفل في سوق العمل مبكرًا إلى التأثير سلبًا على نفسه؛ مما قد يسبب مشكلات نفسية أهمها.. الانحراف وسوء التعامل والتأقلم مع البيئة المحيطة به حيث أنه غير مهيأ بدنيًا ونفسيًا لممارسة عدد كبير من الأعمال وذلك لعدم اكتمال نموها في هذه المرحلة العمرية وما يتبعها من أزمات نفسية كما أنه غير مهيأ نفسيًا للتأقلم والتعامل مع مجتمع كبار السن مما قد يعرضه إلى انحرافات خطيرة.


-مشكلات صحية: يتعرض الطفل للعديد من المشاكل الصحيه في الشارع وإن قدم الحد الأدنى من الغذاء ليبقيه حيًا لا يقدم له احتياجاته الغذائية الأساسية التي يطلبها جسمه لتحقيق متطلبات نموه في هذه المرحلة كما يكون معرضًا في بيئة الشارع الخطرة للكثير من الأمراض الخطيرة مثل.. أمراض العيون والجرب والتيفوئيد وأمراض الصدر.



حلول لمشكلة أمراض الشوارع


 يجب التعامل مع أطفال الشوارع بطرق وأساليب خاصه ومن الوسائل التي تساعد على علاج هذه الظاهرة ما يأتي:


١_ توفير نظام اجتماعي يهتم بتفعيل آليه لرصد أطفال الشوارع المعرضين للخطر وضبطهم.


٢_ إنشاء مؤسسات اجتماعية تهتم بالتدخل المبكر لحماية الأطفال وأسرهم من أنواع العنف والأستغلال المختلفة ومن الضروري أيضًا التدخل لحماية الأطفال ضحايا للأسر المفككة والأطفال العاملين في بيئات ضارة وغير آمنة ومنذ سن مبكر.


٣_ تطوير برامج مكافحة الفقر وزيادة أعداد مكاتب الاستشارات الأسرية وتفعيل دورها وتحسينها.


٤_ إنشاء مراكز مهمتها تأهيل أطفال الشوارع نفسيٍا ومهنيًا.


٥_ تفعيل دور الأعلام بوسائله المختلفة لزيادة وعي المجتمع وتحريك الرأي العام حول هذه الظاهرة وأهمية مكافحتها.


٦_ إنشاء أماكن رعاية خاصة بهم فمن المهم أن يتم توفير هذه الأماكن لتلبية احتياجاتهم الأساسية.


٧_ تعيين اخصائيين اجتماعيين للعناية بهم ومناقشة مشاكلهم وحلولها.


٨_ مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع لا تقع على كاهل الحكومه فقط بل يجب أن تتكاتف جميعًا خاصة أنه لا يوجد أي فرد من أفراد المجتمع بعيد عن هذا الخطر الذي يطال الجميع ومن ناحية أخرى يحثنا الدين الإسلامي على التعاطف والتراحم فيما بينها وهؤلاء الأطفال في أمس الحاجة إلى أي شخص يحنو عليهم ويمد لهم يد العون لنتمكن في النهاية من إنقاذهم وإنقاذ مجتمعنا من مستنقع الدمار إلى رحاب المستقبل المشرق.


أفضل ما اختم به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا: يارسول الله كلنا رحيم، قال: أنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة".