التَّنَمُّر في الجامعة.. قلق صامت يخنق الطلاب التنمر :اصبح التنمر ظاهرة حديثة ومنتشرة

 التَّنَمُّر في الجامعة.. قلق صامت يخنق الطلاب

التنمر :اصبح التنمر ظاهرة حديثة ومنتشرة 

كتب / نغم خالد


بات سلوك التَّنَمُّر ظاهرة من الظواهر المنتشرة في العديد من المجتمعات حول العالم، ويبدأ في مرحلة مبكرة من حياة الفرد، حيث تبدأ الظاهرة هذه من المدارس ومنها إلى المجتمع، حيث يتنمَّر القوي على الضعيف، والأكثر دهاء يتنمَّر على الاقل حيلة، والأكثر جرأة يتنمَّر على الخجول. وهذا ينطبق على الفتيان والفتيات في بلدان العالم، بعضهم يخرج من التَّنَمُّر سليماً معافى وبعضهم يحمل عُقَداً في داخله مدى الدهر.

ومن هذا المنطلق اجريت تحقيقاً صحفياً عن (التَّنَمُّر الجامعي!) للتعرف على مدى انتشار هذه الظاهرة في الجامعات البحرينية، وهل ينتقل التَّنَمُّر فعلاً مع الفرد من مرحلة الدراسة بالمدرسة إلى أن يصل للجامعة؟

يُعَرِّف المختصون التَّنَمُّر بأنه شكل من أشكال العنف بين طرفين أو عدة اطراف، وذلك في شكل تحَرُّش جنسي أو اعتداء لفظي أو بدني أو غيرها من أشكال العنف، ويعمد البادىء بالهجوم لأسلوب الترهيب والتخويف والتهديد بالقتل أو أسلوب الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص المقابل.

بيئة الفرد

وذكر احمد رمزي (طالب بكلية تجارة بجامعة طنطا )أنه لايذكر أنْ كان قد تعرَّض لتَنَمُّر من قِبَل أي من زملائه بالجامعة وإن أقصى خلاف بينه وبين زميله كان جدالاً حول موضوع ما وسوء تفاهم وانتهى الموضوع سريعاً دون أنْ يبلغ حد العنف.


فيما ترى نرمين  فوزي (طالبة أدب إنجليزي بالجامعة عين شمس)، أن التَّنَمُّر موجود في كل مكان حولنا وخاصة في الجامعات، والأمر يعتمد على البيئة التي خرج منها الفرد، مضيفة أن «أسباب التَّنَمُّر كثيرة منها ضعف شخصية الفرد وتسَلُّط الآباء على أبنائهم مما يخلق عُقَداً داخل الشخص تجعله يعمد لإظهار قوته تجاه الغير من الأشخاص الأضعف منه والتي لم يستطع إظهارها في كثير من المواقف على الأقوى.

وقالت إن أي سلوك اجتماعي يمكن تعديله والسيطرة عليه، وإن التَّنَمُّر يمكن الحد والتقليل منه من خلال تعليم الأفراد التسامح والثقة بالنفس، كما يجب على الآباء تعليم أبنائهم منذ الصغر ما يحث عليه الدين في التعامل مع الآخرين، والابتعاد عن أي مسلك مؤذ للآخرين لأنه سلوك مرفوض من المجتمع، وإن الشخص الذي يتعمد إيذاء الناس يصبح منبوذاً من المجتمع والأشخاص المحيطين به. 

وحدثنا محمد حامد (طالب بكلية خدمة اجتماعية بجماعة بنها ) عن تجربة التَّنَمُّر التي تعرض لها فقال: «إنه كان يجلس كعادته في إحدى كافتيريات الجامعة مع أصدقائه وفي الطاولة المقابلة لهم كانت تجلس فتاة مع صديقاتها، وكان يدخن شيشة إلكترونية فانحرف الدخان تجاه الفتاة فقامت وبدأت تصرخ فيه ونعتته بجنسيته، وبدأت بإهانته والتقليل من شأنه أمام زملائه وأمام من كان يجلس بالكافتيريا».

وقال إنه «شعر بالاهانة وإنه لم يرض أن يبادل الفتاة بالإهانة لأنه محترم واكتفى بأن أخبر أمن الجامعة بما حدث» لأنه يثق أنهم قادرون على الإتيان بحقه واعادة كرامته له.

اسراء سمير (طالبه بكلية تجارة جامعة عين شمس ) ضحية أخرى من ضحايا التَّنَمُّر لكنها ضحية مختلفة لأنها تعرضت له من قِبَل زميلاتها في المدرسة حتى وصولها للجامعة فكن ينعِتْنَها بـ(أم رأس) لكِبَر رأسها نوعاً ما مقارنة بجسدها النحيل، غير أنها كانت تتجاهل ذلك رغم ما كان يسببه لها من أذى نفسي، ولتتفادى تطور الأمر خاصة وأنها كانت بمفردها وهن مجموعة.

وترى اسراء  أن التَّنَمُّر لازمها بالجامعة إذ إنها في أول سنة لها بالجامعة تعرضت لمضايقات من قبل مجموعة من الفتيات مما جعلها تكره نفسها وتكره الجامعة.

وتقترح رئيسة شعبة الإرشاد النفسي بجامعة طنطا  بعض الحلول للحد من هذه الظاهرة، حيث ترى أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً كونها المكان الأول الذي ينشأ فيه الفرد، كما يجب أن يكون لديها وعي كامل عن ماهية التَّنَمُّر وأسبابه وكيفية التصرف في حال وجود شخص متنمِّر داخل أفراد الأسرة.

وتابعت ...يجب أن تحرص الأسرة على توعية أبنائها ومراقبة ما يشاهدونه في وسائل الإعلام، فإذا وجدت سلوكاً عدوانياً من أحد أفراد الأسرة لتعمل على تحويله إلى طاقة إيجابية من خلال الاشتراك بالنوادي الرياضية والأنشطة الخارجية التي تقلل من هذا السلوك العدواني. 

وأكدت على ضرورة قيام حوار بنَّاء داخل الأسرة وعدم التقليل من شأن الفرد أمام الآخرين لأن هذا يخلق نوعاً من الكُرْه للذات، والشخص الذي يتعرض لذلك سيحاول أن يجد ذاته عن طريق التَّنَمُّر والعنف والاستقواء على الآخرين