كتب : مريم محي الدين
مع أول محاولة للكتابة وأول تجربة تعلم فى هذا المجال وأول خطوة على الطريق، طريق الحرية و رحلة الألف ميل .
نبدا الخطوة الأولى لنا فى محاولة الفهم والتعلم من الكبار فى هذا المجال الصحفى والثقافى.
فنبدأ باقورة العمل الشاق الممتع، ولنبحث عن أسباب ظهور مشكلة غير أخلاقية وغير إنسانية أو اجتماعية، وهى مشكلة التنمر .
تلك الآفة أو الفيروس الذى انتقل لمجتمعنا عبر الاختلاط المريب والمريض المشوه بالغرب الذى يقال عنه متقدما ولكن على العكس من ذلك فهو قد يكون مجتمع مريض بأفكار سادية بعيدة كل البعد عن أي بواعث أخلاقية أو دينية.
ولأن المجتمعات الغربية ليست قوية الإيمان أو الارتباط دينيا مثلنا، فهم يحاولون إسقاطها فى الرذيلة والأفكار المريضة لينالوا منا فكريا وأخلاقيا لعدم استطاعتهم النيل من ثقافتنا .
ووطنيا فنحن ننتمى لوطننا النزيه وأرضنا الطاهرة وتلك الظاهرة الغير مستحبة من المجتمع كله ليس لها مكان بيننا في مجتمعنا المصرى متدين .
حما الله مصر من كل شر إثم لأنها أرض الأنبياء والرسل المكرمين (إذا الإيمان ضاع فلا أمان )
إن هذه الظاهرة او ما يطلق عليها مسمى التنمر:
لم نعرف سببا واضحا لها إلا أنها اجتهادات بعض الباحثين النفسيين أو الاجتماعيين لها
ومن هنا نسأل أنفسنا أولا .... ما هو التنمر...؟؟
إن التنمر هو أحد اشكال العنف الذى يمارسه فرد على الآخر أقل منه فى إمكانية الدفاع عن نفسه أو ما يمارسه بعض أفراد جماعة ضد فرد واحد معتقدين فى أنفسهم أنهم أقوى منه. ولكن فى حقيقة الأمر هم أنفسهم الأضعف نفسيا أنهم تكاثروا على ما لا حول له ولا قوة.
التنمر هو إفزاع أو إزعاج للآخر بطريقة متعمدة ومتكررة وهذا الفزع قد يكون بدنيا بالضرب أو نفسيا بالسخرية إلى سبب تجاه الآخر وتلك السخرية قد تكون من ملابسهم غير اللائقة لهم أو شكلهم الظاهري الغير مستحب للآخر. أو محادثته التى قد تكون ببطئ (تأتأة) و تلعثم وبعض الأحيان يتم ملاحقته المتنمر عليه فى أي مكان فمثلا لو بالمدرسة يغلق أماكن مغلقة عليه بغرض السخرية ويرى البعض أنها قد تكون (كبت) نفسى لا يدري المتنمر بها فى الأصل نفسه فأغلب الذين يمارسون( التنمر) قد يكونوا أنفسهم قد سبق التنمر عليهم من قبل فأرادوا الانتقام أنفسهم أو التقليد للفعل
أنواع التنمر من وجهة نظر الآخرين:
إن أنواع التنمر قد تمثل فى بعض الاحيان الى(بدنى _لفظى _ أو نفسى _أو إلكترونى)
1 . بدني : ضرب اللكم أو السرقة أو إتلاف الأغراض
2 . لفظي : الشتائم والتحقير والسخرية.
3 . اجتماعي : تجاهل أو إهمال الطفل بطريقة متعمدة وكذلك محاولات التحرش بكل أشكاله هى التنمر
4 . نفسي : النظرات السيئة و التربص والتحقير
5 .إلكتروني : السخرية والتهديد عن طريق الانترنت عبر الرسائل النصية والصور المفبركة
ولكن هل تعتبر كل المضايقات تنمر؟؟!
لا يوجد طفل لم يتعرض للإغاظة أو المضايقات من زميل أو صديق وهذا لا يعتبر شيئا ضارا إذا تم بطريقة تسمى المزاح ( الدعابة)
و الود المتبادل المقبول بين الطرفين لكننا نعتبره تنمرا عندما يكون الكلام جارحا أو مقصود به الإهانة المتكررة بحيث يتخطى الخط الفاصل بين المزاح والمضايقات البسيطة يستغل المتنمرون قواهم سواء كانت جسدية أو معرفتهم بمعلومات محرجة عن التنمر عليه للتحكم أو إلحاق الذى بالآخرين .
وعلى ذلك يكون هناك بعض المعايير تجعل التنمر مختلفا عن غيره من السلوكيات وهى :
1/ التعمد
2/التكرار
3/ إختلال القوة
بعض الأحداث تظهر أن الأطفال أو المراهقين الذين يقومون بالتنمر على الغير بصورة متكررة قد يعانون من الفشل فى الاستمرار فى الوظائف أو تكوين علاقات صحية مع الآخر وأن ما يمارس عليه عملية التنمر يجعله يفقد الثقة في النفس وفقدان التركيز وتراجع الاداء الدراسي أو الاجتماعي أو النفسي والخجل الاجتماعي والخوف من مواجهة المجتمع الآخرين عموما وهذا قد يؤدى الى احتمال حدوث مشاكل فى الصحة النفسية مثل (الاكتئاب _ والقلق )وعدم الانتباه والوعى لما يحدث حوله والخوف من كل شئ وقد يؤدى ذلك إلى حدوث حالات الانتحار .
وبالبحث يظهر لنا ان تقريبا وليس بالحصر أن ٧٥٪ من الأولاد شهدوا تنمرا على يد الاخرين. و ٧٠٪ من المسئولين فى المدارس رأوا تنمرا بعض الاولاد على غيرهم من الاولاد .٥٧٪ من حالات التنمر توقفت عند تدخل الاخرين للمساعدة لهم.
(وهذا ما تم مراجعته بالصفحات الإلكترونية)
ومن هنا نسأل أنفسنا ؟؟
هل المتنمر كان ضحية التنمر ؟.....(هناك احتمال قد يكون نعم !)
بعض المتنمرين كانوا ضحية تنمر مما جعلهم يشعرون بالغضب وبالتالى أصبحوا يمارسونه على غيرهم، هذا له أبعاد كثيرة ومنها الصحة العقلية والنفسية والعاطفية واستخدام العقاقير والانتحار بمنتهى السهولة .
يعنى أن أسبب أذى لشخص ما لمجرد أن أشبع رغبة عندى وهى أن أسخر من شخص آخر أضعف منى. أو لكى أكون شابا قويا ومميز بمعنى -عصرى- وهذا أسلوب بالطبع مرفوض شكلا وموضوعا وغير أخلاقي بالمرة، ومن المهم هو حالات الاستغراب الانبهار التى تظهر على وجه الناس والغضب اللى على مواقع التواصل الاجتماعي دون التقدم بالمساعدة للآخر، ونبذ السلبية المجتمعية التى ظهرت حديثا ( دون شهامة افتقدناها )
والمتنمرون غالبا ما يعانون من أن البعض يصل بنفسه إلى استخدام الكحول _التدخين _والمخدرات الدخول فى عراك وترك المدرسة وقد يدخلون فى سياق إجرامي .
كيف نعالج مثل هذة الظاهرة؟
1/ الابتعاد عنه بهدوء وإذا استمر التنمر دافع عن نفسك ولا تدخل فى الخوف أو البكاء.
2/ أعرف قوتك وأعلم أنك قوى ما عليك فعلة هو إظهار هذة القوة كرد فعل ضده.
3/ تجنب المتنمرين ولا تتواجد فى نفس المكان أو نفس الطريق ولا تدعهم يشعرون أنك تتجنبهم وحاول أن تكون برفقة أصدقائك.
4/ كن فعالا فطنا وحذر فى كل شىء .. كيف تتكلم؟ أين تسير؟ مع من تلعب؟
5/ تعرف على نفسك أكثر اكتشف مدى روعتك من الداخل أعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك أعرف ماذا تريد وما أنت قادر أن تفعل اكتسب ثقة بنفسك ولا تدع الآخر يسلبك ثقتك بنفسك.
وأخيرا وليس آخرا هناك أمور يجب أن ينتبه إليها المسئولون.
1/ تربية الأولاد بطريقة صحية بعيدا عن العنف بكل أشكاله.
2/ تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد بالحوار الأسري والمجتمعي والمدرسي
3/ تدريب الأولاد على رياضيات الدفاع عن النفس وتعزيز قوتهم البدنية وثقتهم بانفسهم.
4/ الاستماع إلى الأولاد وسؤالهم إن كانوا يعانون من أى نوع من أنواع العنف.
5/ الانتباه إلى أي علامة غريبه قد تظهر على الطفل.
6/ تأمين برامج فعالة لتوعية الأولاد وكيفية الحماية الشخصية.
7/ عرض ضحية التنمر على أخصائى فى حال استدعى الأمر .
(حكم التنمر فى الإسلام)
حول حكم التنمر فى الإسلام فقد أشارت آيات الكتاب العزيز إلى الأخلاق المذمومة ومن ذلك قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
(يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) صدق الله العظيم