*مفهوم ظاهرة العنف الأسري*

 *مفهوم ظاهرة العنف الأسري* 

كتب : زينب طاهر 

تقي اشرف 

فاطمه عاطف 

ايه ابراهيم 

فاطمه زين


 نشأ العنف الأسري مع نشأة البشرية، حيث كانت بدايته في الخلاف الذي حدث بين قابيل وهابيل، وانتهى بجريمة شنعاء بقتل أحد الأخوين للآخر، وبعد التطور التي آلت إليه الثقافات والمجتمعات تطورت أساليب العنف الأسري وأسبابه، ومما لا شكّ فيه انّ ظاهرة العنف الأسري هي من أخطر الظواهر في المجتمع، فهي تترك أثرًا بالغًا في نفوس أفراد الأسرة يهدد حياتهم الخاصّة وأمنهم وسلامتهم، كما أنّ سلوك العنف الأسري يأخذ العديد من الصور فهو يبدأ بالضرب البسيط ليصل إلى ذروة خطورته في القتل، ويكون القتل وخاصة العمد منه هو الانموذج المكتمل عن العنف، لذلك كان العنف الأسري وجرائمه موضوعًا يستحق الدراسة والبحث


*أسباب ظاهرة العنف الأسري* 

 في الحديث عن أسباب العنف الأسري، فهناك الكثير من الأسباب والعوامل لنشأة هذا العنف وتختلف من أسباب تتعلق بالفرد ذاته، وأسباب متعلقة بمحيطه من أسرته ومدرسته ومكان سكنه، وهناك الأسباب التي تتعلق بأصدقائه، وأيضًا ما يتعلق بدور وسائل الإعلام في التحريض على مثل هذا العنف، وفيما يأتي شرح تفصيليّ لأسباب ظاهرة العنف الأسري


 *الأسباب الذاتية*

 وهي الأسباب والعوامل التي يكون منبعها الأساسي هو الفرد ذاته، نتيجةً لشعوره بالإحباط بشكل زائد وضعف ثقته بنفسه، أو بسبب ما عاشه في فترة المراهقة والبلوغ، أو ربّما لما يعانيه من اضطرابات نفسية وانفعاليّة، وقد ينشأ العنف لدى الشخص لرغبة في إقامة علاقات اجتماعية سليمة، أو من شعوره بعجز أو ضعف أو فشل أو حرمان من العطف والحنان، وقد تنشأ هذه الأسباب الذاتية من عدم قدرة الفرد على تحكمه بالدوافع العدوانية لديه. 

 *أسباب تتعلق بالأسرة* 

 الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع والتي يمارس فيها الطفل أولى علاقاته الاجتماعية والإنسانية، ولهذا السبب فهو مسؤولة عن كل ما يكتسبه الطفل من أشكال السلوك الاجتماعي، فكثير من السلوكيات ترجع إلى نوع العلاقة الإنسانية في الأسرة، فلها دور مهم جدًا وتأثير بالغ في انحراف سلوك الإنسان وميله للعنف، ومن أهم ما قد يولد العنف عند الفرد هو التفكك الأسري، والدلال الزائد الذي يأخذه الطفل من والديه، وكذلك عدم انتباه الأسرة لسلوكيات أبنائها، والضغوط الاقتصادية التي قد تمرّ على الأسرة. 

 *أسباب تتعلق بالمدرسة* 

 تعدّ المدرسة المؤسسة الاجتماعية الثانية التي تتعامل مع الطفل بعد الأسرة، لذلك لها دورها المهم والبالغ التأثير في نفسية الطفل وسلوكياته ، فعندما تفشل المدرسة في وظيفتها كموجة لسلوكيات الطفل قد ينشأ عنده سلوكيات خاطئة كالعنف الذي يكون سببه تعامل المدرسين في الدرجة الأولى، وغياب القدوة الحسنة للطفل، وتلاشي اهتمام المدرسة بما يحدث مع التلاميذ من مشاكل، وغياب الإرشاد والتوجيه، وضعف ثقة التلميذ بمدرسيه ، ولوم الطفل الدائم. 

 *اسباب تتعلق بوسائل الاعلام* 

 لوسائل الإعلام تأثير بالغ في نفسية الفرد وبخاصة الأطفال بما تقوم بعرضه من برامج إعلامية وتلفزيونية، فقد تقدم عينات من التصرفات العنيفة والخاطئة للطفل والمرهق والبالغ، فتنقلب التسلية في نهاية المطاف إلى واقع مؤلم، فتكون سببًا في نوعة الأطفال نحو العنف، ووقد تبالغ الوسائل الإعلامية في نشر الأخبار المتعلقة بالعنف مما يجعله تصرفًا مستساغًا وطبيعيًا لدى الناس، كما انّ مشاهدة العنف بشكل مستمر قد يصل على المدى البعيد لعدم الإ حساس بخطره على الإنسان.

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنه شاع في عصرنا ظاهرة العنف الأسري، والمقصود بها ذلك العنف الذي يكتنف سلوك الزوج مع زوجته، وسلوك الزوجة مع زوجها، وسلوك كل من الوالدين مع الأبناء، وسلوك الأبناء مع كل من الوالدين، ومع إخوتهم فيما بينهم، ثم سلوك أفراد الأسرة مع الجيران، ومع الأقارب، وفي الحياة العامة، فهذه عشرة صور اكتنف العنف جلها أو اكتنفها كلها.

وأوضح علي جمعة أن حكم هذه الظاهرة فهي تعد مخالفة بكل المقاييس للدين الإسلامي، سواء أكانت على المستوى الفردي، أو المستوى الجماعي، أما على المستوى الفردي فقد أمرنا بالرفق، ففي الحديث الشريف "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" [البخاري ومسلم] ، وقال ﷺ: "ما يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" [مسلم] ، "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" [أحمد والبيهقي].

ظاهرة العنف الأسري باتت تتكرر داخل البيوت المصرية بشكل كبير للغاية، حيث يتعرض له العديد من الأبناء يوميًا، وفي الفترة الأخيرة تعددت أشكال السلوك العدواني، من قبل الآباء وعرض الإعلامي وائل الإبراشي فيديو لأب يعذب ابنته بقص شعرها وإطفاء السجائر بجسدها.


ورأى عدد من الخبراء النفسيين أن التعرض المستمر للعنف الأسري، يؤثر على الأبناء تأثيرًا سلبيًا ويجعلهم مرضى نفسيين، مؤكدين على ضرورة خلق نقاش بين الآباء والأبناء لحل مشاكلهم بعيدا عن استخدام العنف.


فى البداية قال الدكتور علاء مرسي أخصائي علم نفس، إن العنف الأسرى، يجعل الأبناء يفقدوا ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم لا يطيقون الواقع الذي يعيشون فيه ويتحولوا إلى مرضى نفسيين.


وأضاف "مرسي" أن أغلب الآباء لا يتعاملون مع أبنائهم بالطريقة السليمة وهي أن يتعلموا مهارات الحوار و أن يكونوا قدوة لهم، مشيرًا إلى أنه يجب إقناعهم بما عليهم أن يفعلوه وليس إجبارهم عليه.


وعلق "أخصائي علم النفس " على الفيديو الذي عرضه الإعلامي وائل الإبراشي لأب يعذب ابنته بقص شعرها وإطفاء السجائر بجسدها فى برنامج العاشرة مساءً أنه يجب تقييم الآباء الذين يتهجمون على أبناءهم بهذة الطريقة ومعاقبتهم بالسجن منوهًا أن استخدام العنف الأسرى لتوجيه الأبناء ليس هو الحل الأمثل.


واتفقت معه فى الرأي الدكتورة ميرفت جودة الأخصائية النفسية، مؤكده أن العنف الأسري يؤثر على الأبناء تأثيرًا سلبيًا ويجعلهم مرضى نفسيين

آثار العنف الأسري النفسية والمعنوية

تختلف الأعراض النفسية التي يسببها العنف الأسري من فرد لآخر، إلا أنها تشمل الشعور بالذل والعار، والغضب، والشعور بالاكتئاب، وأخيرًا قد يؤدي إلى الانتحار.

فقدان القدرة أو الرغبة بإنجاز أيّ مهام أو حتى التوجه إلى المدرسة أو العمل.

ظهور اضطرابات الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD) نتيجة العنف الأسري؛ كالقلق، واسترجاع ذكريات الماضي، والكوابيس، وغيرها.


الشعور بالخوف من المستقبل، وانعدام الأمل، والتشكيك في الإيمان والمعتقدات الدينية.

آثار العنف الأسري الاجتماعية


يؤدي العنف الأسري إلى زيادة نسبة التشرد والتسول؛ وذلك عند لجوء الأفراد المُعنفين للخروج من منازلهم دون وجود مأوى أو مصدر دخل ثابت ليتمكنوا من إعالة أنفسهم


يؤدي التهديد أو ممارسة العنف في المجتمع إلى التفكك العائلي، وتدمير البيئات الأسرية السليمة والصحية؛ إذّ يتجنب الأفراد الشخص المُعنف داخل المنزل، وفي الحالات المُتقدمة يكون تدخل الشرطة ومُنظمات حماية الأسرة ضروريًا.


يميل الفرد المُعنف أُسريًا إلى التوجه لإدمان الكحول أو المخدرات لتقليل الشعور بالألم الجسدي والنفسي.

ضحايا العنف الأسري

في ما يأتي عدد من الفئات التي تُعد من ضحايا العنف الأسري:[١٢]


الأطفال: وهم من أكثر الفئات التي تحتاج إلى الرعاية والعناية والأكثر عرضة للعنف بسبب ضعفهم.

النساء: من المعروف بأن المرأة تقوم بالتضحية من أجل الحفاظ على بيتها واستقرار عائلتها، وبالتالي قد يقوم البعض منهن بالتنازل عن حقوقهن ليكنّ بذلك ضحايا للعنف الأسري حفاظًا على الأبناء.

كبار السن: قد تتعرض هذه الفئة للعنف الأسري من قبل أفراد عائلتهم؛ وذلك من خلال تهميشهم وعدم الاهتمام بهم ورعايتهم، أو قد يكون من خلال موظفي المؤسسات القائمين على رعايتهم والاهتمام بهم.

ذوو الاحتياجات الخاصة: قد يكون العنف الممارس بحق هذه الفئة من خلال خجل أسرهم منهم، وعزلهم عن المجتمع الخارجي وتحقيرهم، أو قد يكون ممارس من خلال أفراد المؤسسات المسؤولة عن رعايتهم والعناية بهم.