العالم في طريقه لتخفيف حدة الأزمة الغذائية

 




كتب/ ميار الفقي



شهد العالم في هذه الفترة تطور علمي يمكن أن يغير مسار العالم بمجال الجينات، وهذه الأبحاث كانت لزيادة إستفادة المحاصيل الزراعية من ضوء الشمس، والتي قام بها مجموعة من الباحثين الأمريكيين والبريطانيين، وتقوم هذه الأبحاث على جعل عملية التمثيل الضوئي للنباتات أكثر فعالية.


توضيح لمفهوم "التمثيل الضوئي":

العملية الطبيعية التي يقوم بها النبات لتحويل ضوء الشمس إلى غذاء، وتنقسم هذه العملية إلى مراحل، ويتم بها استغلال ضوء الشمس بالإضافة إلى تحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى سكريات لتغذية النبات ونموّه.


تم إجراء التجربة على نبات فول الصويا المعدّل وراثياً، وحققت التجربة نجاح باهر حيث حققت زيادة في المحصول بمقدار ٢٠٪، مما جعل العلماء يأملون لإستخدام هذا التطور لتخفيف حدة الأزمة الغذائية.


 صرّح قائد الفريق البروفيسور/ ستيفن لونغ كباحث في علوم الزراعة أن الإختراق العلمي بهذه التجربة الذي وصلوا له هو أهم أبحاثه التي شارك فيها على مدار حياته.

وصرّح لونغ أيضاً: "لطالما تطلّعنا إلى التمثيل الضوئي متسائلين على مدار ٣٠ عاماً عن إمكانية استغلاله، وكان هناك قدر كبير من الشك في إمكانية الاستفادة من هذه العملية الطبيعية وتعظيم المحاصيل الغذائية حول العالم".

وبالرغم من هذه التجربة فإن كل طعامنا يأتي نتيجة لعملية التمثيل الضوئي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.



كيفية وصول الباحثون لهذا التطور:

ركّز الباحثون في هذه التجربة على جزء صغير ولكنه هام في عملية التمثيل الضوئي وهو أن النباتات  تتخذ وضعاً حمائياً عندما يكون ضوء الشمس ساطعاً وتقوم بإخراج طاقة زائدة في صورة حرارة؛ وذلك لمحاولة حماية خلاياها وعدم إلحاق الضرر بها، لكن النبات يستغرق دقائق عديدة للعودة إلى "الوضع الإنتاجي النمائي الطبيعي" والخروج من "الوضع الحمائي"، وهذا هو سبب الأبحاث والتجارب لمحاولة الإنقاص من هذه المدة؛ وذلك لمحاولة زيادة الإنتاج مما يؤثر على الإنتاج بالإيجاب.



التجربة:

قام الباحثون بمحاولة تقليل الوقت الذي يستغرقه النبات للعودة إلى وضعه الإنتاجي، وذلك بتعديل الجينات المسؤولة عن هذه الوظيفة الحمائية وذلك على نبات فول الصويا والذي كان مادة التجربة، ونجحت التجربة ودفعت نبات فول الصويا إلى العودة إلى الوضع الإنتاجي بسرعة مما جعل النبات يستغرق وقتاً أطول بالوضع الإنتاجي والذي نتج عنه زيادة المحصول بنسبة ٢٠٪؛ وذلك لزيادة مدة التمثيل الغذائي عن الطبيعي.

وقد كانت هناك أبحاث شبيهة سابقة لهذه التجربة على نبات التبغ، لكنها لم تتعدى حدود المعامل، وبهذه التجربة تتحقق المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذه العملية في حقل زراعي.



ويضيف البروفيسور لونغ أن نجاح هذه التجربة هو قفزة كبيرة في الإنتاج، وهي تجربة يمكن تطبيقها عالميا في كل المحاصيل الغذائية كالقمح والذرة والأرز.

وتختلف قوانين زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً من بلد لآخر، كما أعلنت المملكة المتحدة بالعام الماضي أنها ستخفف القيود المفروضة على زراعة تلك المحاصيل.

ويأمل العلماء أن تستفيد البلدان الفقيرة من هذا التطور لزيادة الإنتاج، للحد من أعداد المتضررين من نقص الغذاء.


وذلك لإشارة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بوجود توقعات بأنه في المستقبل القريب وبحلول عام ٢٠٣٠ سيعاني أكثر من ٦٦٠ مليون شخص من سوء التغذية وندرة الطعام؛ وذلك بسبب التغير المناخي الذي يؤدي لصعوبة نمو النباتات، بالإضافة إلى نقص في سلاسل الإمداد بالغذاء.