العنوسة في مصر أدت لزيادة الظواهر الغير مقبولة اجتماعيا ودينيا



كتب/ ندى شكري

مَن مسؤول عن هذه الظاهرة؟

هل عادات وتقاليد المجتمع؟

أم البطالة التي تجعل الشاب غير قادر على تكاليف الزواج؟

فأسباب العنوسة كثيرة منها: غلاء المهر، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن، ارتفاع معدلات البطالة، ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث، الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها، ضعف الأجور التي يتقاضاها الشباب.

فإحصائيات العنوسة في مصر تبلغ٦٨٧ ألف حالة عنوسة للذكور ويبلغ عدد العنوسة للإناث ٤٧٢ ألف حالة، وهذه المؤشرات الإحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول نسبه العنوسة في مصر.

- تراجع معدلات الزواج

حيث كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن تراجع معدلات الزواج بين المصريين مطلع العام ٢٠٢١م، حيث بلغ عدد عقود الزواج٦٦.٧ ألف عقد زواج، خلال شهر فبراير، مقابل ٦٩.٤ ألف عقد زواج خلال الشر المناظر من العام السابق عليه، بنسبه انخفاض ٣.٩٪ خلال عام، كما شهدت مصر ٢١٨ ألف حاله طلاق عام ٢٠٢٠ مقابل ٢٢٥ ألف حاله عام ٢٠١٩م و٢٠١ ألف في ٢٠١٨م، حسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.-

تعريف العنوسة في العموم.

هي تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدو سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب، وهناك دراسات تؤكد أنه يختلف العمر الذي يطلقون فيه لقب عانس من مكان إلى آخر ففي المجتمعات البدوية وأهل القرى يُقال إن كل فتاه تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانسا، ونجد أن مجتمعات المدن تتجاوز الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليها صفه العانس نظرا إلى أن الفتاة يجب أن يتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب.-

تدخل رجال الدين في حل مشكلة العنوسة

مبادرة مؤسسة الأزهر للحد من تكاليف الزواج: أطلقت مؤسسة الأزهر في مصر مبادرة (لتسكنوا إليها) للحد من تكاليف الزواج الباهظة بهدف القضاء على ظاهرة العنوسة في البلاد.

المبادرة التي تقدم على ثلاث مراحل وواجهت ردود فعل في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض، كونها تهدف إلى إلغاء بعض العادات وتقاليد الزواج الشهيرة مثل شهر العسل وجلسات التصوير.

- حلول للقضاء على العنوسة

يجب أن تتضافر جهود المجتمع بأطيافه كلها إلى جانب الحكومات والجهات المختصة وتاليا بعض الأفكار والحلول لمشكلة العنوسة.

١ تيسير الزواج وتسهيل شروطه/ قال النبي: -صلى الله عليه وسلم-    (أعظم النساء بركة أيسرهن) فعلي الأسر الابتعاد عن المغالاة في المهور وتيسيرها أمام المتقدمين للزواج، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بمجتمعاتنا العربية.

٢ دور الحكومات في مواجهة العنوسة/ على الحكومات القيام بحملات لتشجيع الشباب على الزواج، عن طريق وضع قروض سهله وتوفير فرص العمل لهم للمساعدة في المضي قدما في مشروع الزواج، وإنشاء صندوق لدعم الشباب المقبل على الزواج لتخفيف أعبائه وتكاليفه المادية العالية وكذلك توفير شقق للسكن بأسعار مخفضة للشباب.

٣ التكاليف الاجتماعية للقضاء عن العنوسة/ مثل صناديق من العائلات الكبيرة لتسهيل خطوة الزواج أمام أفراد العائلة، ومساعدة الغير قادرين على الزواج.

٤ إعادة النظر بالعادات والتقاليد والتخلي عن العادات المجتمعية الخاطئة التي تقف عائقا أمام الزواج كالتعصب القبلي ومنع الآباء زواج بناته الموظفات.

٥ دور المنابر الدينية في التخفيف من ظاهرة العنوسة/ بتشجيع الأهالي على خفض المهور والتحدث عن مخاطر العنوسة، والاستعانة بالنصوص الدينية للتحفيز على الزواج وذكر محاسنه، وشرح التأثير السلبي لظاهرة العنوسة على أفراد المجتمع.

٦ الإعلام ودورة في مكافحة العنوسة/ على وسائل الإعلام والصحف تسليط الضوء على مشكلة العنوسة ونشر الحلول العلمية واستضافه الخبراء والمختصين في برامجها الحديثة عن هذه الظاهرة والإسهاب بمشاكلها وحلولها ونشر الوعي لتخطى أفكار المجتمع الخاطئة.

٧ المؤسسات الاجتماعية/ عقد ندوات والجلسات الخاصة بهذه الظاهرة من واجب المؤسسات الاجتماعية وكذلك الجامعات الحديثة عن هذه الظاهرة.

٨ تعديل بعض معايير الزواج لدى الأفراد/ حيث لا الجمال المعيار الوحيد للشباب عند البحث عن الفتاة للزواج وكذلك ألا تكون وسامة الشاب وثروته أهدافا للفتاة.

وربما على الفتاة أو الشاب قبول الزواج من متزوج أو مطلق/ ة فهذه الأمور لا تعيب أحد بغض النظر عن رأى الناس الخاطئ والرسوم الاجتماعية.