ظاهرة القتل المنتشرة وكيفية الحد من هذه الظاهرة البشعة




كتب/ إسراء حمودة


تعتبر جريمة القتل ظاهرة خطيرة جداً تنتشر في جميع المجتمعات سواء كانت نامية أو متقدمة وهي من أبشع الجرائم التي يقوم بفعلها الإنسان، وجريمة القتل بشكل عام ظاهرة خُلقية وسياسية وأمنية وإقتصادية قبل أن تكون قانونية، وتختلف هذه الجريمة من مجتمع إلى آخر (من حيث الحجم والنوع والكم والكيفية)، وهذا الإختلاف يعود إلى أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده وقيمه التي تحدد إن كان هذا السلوك يشكل جريمة أم لا، حيث أن ما يتم تجريمه في مجتمع قد يتم إباحته في مجتمع آخر وذلك حسب البيئة التي ينشأ بها الشخص المجرم.

يعد العالم العربي مهد الحضارات والديانات السماوية، ويُحرّم سفك الدماء كما ورد في الديانات السماوية (زوال الكعبة أهون من قتل النفس)، ولكن في الفترة الأخيرة إنتشرت ظاهرة القتل بشكل فاحش، واليوم سوف نوضح العوامل المؤدية لهذه الجريمة وسنوضح الآثار الاجتماعية المترتبة على إرتكابها.


ما السبب في إنتشار هذه الظاهرة؟ 

ما الحلول التي نتخذها للتوعية والتخلص من هذه الظاهرة؟



العوامل المؤثرة في إرتكاب جريمة القتل:


 يوجد العديد من العوامل المؤدية لإرتكاب جريمة القتل، وتتمثل بمجموعة الظروف التي تحيط بشخص معين وذلك لأن الفرد يعيش وسط محيط إجتماعى يؤثر فيه ويتأثر به، ومن أهم هذه العوامل:


- الأسرة: 

فهي المنشيء التربوي الأول، تراجع دور وسائل الضبط الإجتماعي وتفكك بعض الأسر والتنشئة الأسرية غير السليمة أو رؤية أحد أفراد الأسرة يتعرض للعنف فإن ذلك سوف يؤثر على الفرد بشكل سلبي ويدفعه إلى الإعتياد على العنف وإعتباره أمر طبيعي.


- المدرسة والتعليم: 

حيث أن وظيفة المدرسة والتعليم تكمن في تهذيب الأفراد وتحسين سلوكهم، فهي تؤثر على سلوكهم الحالي والمستقبلي.


- العوامل النفسية: 

مثل: التوتر والقلق والضغوطات النفسية، والتي قد يمر بها الفرد فتدفعه ليصل لمرحلة الشعور بالعدائية تجاه من حوله، فيجد الحل الأنسب له أن يرتكب هذه الجريمة.


- الأصدقاء والرفاق: 

وهم من أكثر الأسباب لإرتكاب هذه الجريمة، فعندما يختلط الفرد برفاق سوء أو مجرمين يتأثر بهم ويقتدي بهم ويقلدهم، ليصل بهم الأمر إلى مشاركتهم في هذه الجريمة البشعة.


- بيئة العمل: 

بيئة العمل هي الوسط الإجتماعي الذي يذهب إليه الفرد لممارسة مهنته، لذلك التكيف والتأقلم مع بيئة العمل هام جداً لأن ذلك ينعكس على سلوكه، لأنه إن لم يتكيف ويتأقلم معها فقد يلجأ إلى سلوك سيء ويغلب عليه الإنتقام، فبالتالي يقوم بإرتكاب هذه الجريمة.


- ضعف التربية الدينية:

 لعلاقة الفرد بربه دور كبير، حيث أن الدين يؤدي إلى تعزيز القيم وتقويم السلوك ونشأة الإتجاهات السليمة تجاه الآخرين وحقهم في الحياة، فإن ضعف الراسخ الديني لدى الفرد قد يؤدي به إلى العديد من التصرفات السلبية والإستهتار بحقوق الآخرين.


- العوامل الاقتصادية:

إن جريمة القتل قد ترتبط بالعديد من الجرائم مثل: جريمة السرقة وبعض الجرائم الجنسية، والتي تجعل الشخص يفكر في اللجوء لجريمة القتل كوسيلة لإرتكابه مثل هذه الجرائم.


الآثار الاجتماعية المترتبة على إرتكاب جريمة القتل:


١- إن جريمة القتل تؤدي إلى انتشار الفوضى والإرتباك في المجتمع وعدم الإستقرار.


٢- عند إنتشار جرائم القتل في المجتمع تجلب معها العديد من المشكلات الاجتماعية الأخرى (كالسرقة وإنحلال القيم والمقاييس الأخلاقية والسلوكية).


٣- تؤدي هذه الجريمة إلى خوف بقية الأفراد من المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا الخوف يقلل حجم عطاء الفرد للمجتمع ويقلل من مبادراته وتضحياته في سبيل المجتمع.



وفي ختام الموضوع و مما سبق، يتضح لنا أهمية معالجة هذه الظاهرة الإجتماعية بعد أن تعرفنا على العوامل المؤدية لها والآثار المترتبة عليها، لابد من القيام بكل ما يمكن لتلافي مرور الفرد بهذه العوامل، فإن جريمة القتل من أبشع الجرائم التي يتعامل معها القانون ولابد من العمل على معالجة كل هذه العوامل والأسباب والتي من شأنها الحد من مظاهر هذه الجريمة.