كتب : نيفين رضا
*ذمُّ المُلاحَاةِ والخصومةِ، وأنَّهما سببُ العقوبةِ للعامَّةِ بذنبِ الخاصَّةِ. *
عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-قال:
*(خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ.)*
◼ المصدر: صحيح البخاري - 2023.
الشرح:👇👇
خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا ليُخبِرَ الصَّحابةَ رضي الله عنهم بليلةِ القدرِ، أي: بتعيينِها، فوجَد رجُلينِ يتلاحيَانِ، أي: يَتخاصَمانِ ويَتنازَعانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنِّي خرَجْتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القدرِ أيُّ ليلةٍ هي، فوجدتُ رجُلينِ يتلاحيانِ، فرُفِعَت، أي: رُفِع بيانُها، وإلَّا فهي باقيةٌ إلى يوم القيامةِ.
ثمَّ قال: وعسَى أن يكونَ خيرًا لكم، أي: في رفْعِها وإبهامِ تَعيينِها؛ لتَزيدوا في الاجتهادِ في طلبِها؛ فيَحصُلَ لكم زِيادةٌ في ثوابِكم، ولو كانت معيَّنةً لاقتصرتم عليها، فقَلَّ عملُكم وثوابُكم.
ثمَّ قال: فالتمِسوها، أي: اطلُبوها وتحرُّوها في تِسعٍ وعشرين، وسبعٍ وعشرين، وخمسٍ وعشرين مِن رمضانَ.
وفيه أيضًا: دلالةٌ على أنَّ الذُّنوبَ قد تكونُ سببًا لخفاءِ بعضِ ما يُحتاجُ إليه في الدِّينِ، فكلَّما أحدَث النَّاسُ ذنوبًا، أوجَب ذلك خفاءَ بعضِ أمورِ دِينِهم عليهم.