توم وجيري... كارتون فرعوني سبق «ديزني» بآلاف السنين

 


 

كتب / أحمد الخشن

يجلس الفأر مستريحًا، يلتهم سمكة أوشك على نهايتها، فيما يقف أمامه قط هزيل في خضوع تام، يحمل شكلا يشبه «المروحة اليدوية» وباليد الأخرى «بطة»، كما لو كان يقدم له فروض الطاعة والولاء ويقوم على خدمته عكس ما يحدث في الطبيعة.. هذه ليست مجرد قصة معتادة؛ بل قصة فرعونية رسمها المصري القديم على جدران معابده ليسبق بها كارتون «توم وجيري» قبل آلاف السنوات.

ففي مصر القديمة، حاز الكاريكاتير «الفن الهزلي» على مساحة واسعة من جدران المعابد والمقابر، لترصد كل لحظة حزن وفرح في حياة المصريين القدماء، وفي أوقات أخرى تعبير للسخرية من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وعلى أوراق البردي وقطع الفخار والحجر «أوستراكا»، قدم رسومات سريعة ترسم بلون واحد، كرسمة الفأر الشهيرة

وتنفرد أدبيات قدماء المصريين بانتشار الحوارات بين الحيوانات، وكأنها تشبه سلسلة «كليلة ودمنة» الشهيرة، وكذلك كان المصري القديم أول من ابتدع (توم وجيري) قبل ديزني لاند بآلاف السنوات، فيما يعرف بحس الفكاهة والكاريكاتير.


ولكن كان في بعض الأحيان ينظر إلى بعض الملوك كما لو كان أسداً لاهيا، فصورة على إحدى الشقفات تظهر الملك وكأنه أسد تواضع من أجل التسلية, فلعب الشطرنج مع تيس صديق، وصور آيات البشر والسرور على وجه الأسد, بينما صور مظاهر الوجوم على وجه ضيفه الجدي، وكأنما الفنان يتنبأ من ناحيته بخاتـمة دموية محتومة لهذه المسامرة.