كتبت_نيڨين عزت
بدون استثمار لا توجد حياه هكذا صرح السيد مصطفى عبد الجواد مدير شركة أيمن أفندي للاستيراد و التصدير بمحافظة أسيوط فالاستثمار قادر على قلب الموازين و عمل حركة انتقاليه جذرية لأي مكان أو أي إنسان لذلك الاستثمار هو أحد عوامل القوة لتنمية البلاد و ازدهارها، و من واقع الحياة العملية نجد أن الاستثمار مغامرة خطيرة و نتيجة لتلك الخطورة تزداد المخاوف لخوض تلك المغامرة كما ان الاستثمار علم واسع الأفق له مفاهيمه النظرية و العملية. وسوف نستعرض في هذا التقرير تحدى الاستثمار في الصعيد.
*تحديات الاستثمار في الصعيد.
على الصعيد النظري يمكن تعريف الاستثمار بكونه الأصول المالية التي يتم اقتنائها من قبل الأفراد أو المنشئات من أجل الحصول على دخل خلال الوقت الراهن أو خلال فترات المستقبل من ناحية أخرى نجد الحياة العملية تعرف الاستثمار على انه كل ما يُدر بالربح على الإنسان أو وضع رأس المال في المكان الصحيح للاستفادة بالربح يعد استثماراً
وتواجه حركة تطور الاستثمار العديد من التحديات سواء كان الاستثمار في وجه بحرى أو في وجه قبلي ومحافظات الصعيد، ومن هنا اتضح أن مشكلة الاستثمار في الصعيد تتشكل في الدخل، وذلك لأن الدخل في محافظات قبلي أقل من الدخل في محافظات بحرى وعند مقارنة الصعيد بالجيزة أو القاهرة أو الدلتا نجد أن مستوى الدخل في تلك المحافظات أعلى من الصعيد بالرغم من أن مساحة وجه قبلي تشكل ثلثي مساحة مصر إلا أن الكثافة السكانية فيها أقل بكثير من الدلتا، كما أن الاستثمار في الصعيد يشكل تحدياً خطيراً لأن المستثمر يجد أن تكلفة الإنتاج أعلى من عائد الربح، لأنه يتحرك في مساحة1200كم لتوزيع المنتجات مما يشكل ضغطاً كبيراً على المستثمر وذلك بالإضافة إلى عنصر البيروقراطية الذى يشكل أحد أهم عوائق حركة تطور الإستثمار.
*نماذج استثمارية في الصعيد
بالرغم من خطورة التحدي في الصعيد إلا أن هناك نماذج استثمارية اثبتت تميزها بجدارة في عالم الإستثمار في الصعيد ومنها شركة أيمن افندي للاستيراد والتصدير وشركة تنمية في مجال القروض، فقد كانت الأولى تعمل في مجال استيراد وتصدير المواد الغذائية واتجاه الاستيراد في الشركة له اكثر من 25 عاما وتميزت منتجات شركة ايمن افندي بالجودة العالية مثل اللوتس، شكولاتة لواكر ، مشروب الشعير، باورهورس، ومينتوس وتم العمل في إتجاه التصنيع المحلى .
ونقلا عن لسان مدير الشركة لفرع أسيوط السيد مصطفى عبد الجواد أن المحافظة التي يكون لها تصنيع تكون مزدهرة والدخل بها يكون عالي أما المحافظة الخالية من التصنيع فهي محافظة فقيرة.
كما يوجد 8 فروع رئيسية للشركة على مستوى الجمهورية بالإضافة إلى الوكلاء المعتمدين في جميع المحافظات.
وقبلت شركة أيمن أفندي التحدي في سبيل أن تكون موجودة في منطقة مهمة مثل الصعيد، وعملت على تعريف السكان المحليين بمنتجاتها حتى تجاوزت تحدى الاستثمار في الصعيد بجدارة.
أما عن مجال القروض فبدأت شركة تنمية عام 2008 حتى أصبح لها الان أكثر من 300 فرع على مستوى الجمهورية، كما يمثل فرع أسيوط وسوهاج ثلثي الشركة في حجم الإصدارات وتحصيل المبالغ، لذلك يعد الفرعين مركز قوة شركة تنمية لأنهما محافظتين تجاريتين من الدرجة الأولى ولكبر حجم الاستثمار فيهم، ولذلك حجم القروض الخارج من الشركة في محافظتي اسيوط وسوهاج اكبر من أي محافظة أخرى.
في تصريح لمدير شركة تنمية فرغ أسيوط السيد ابراهيم عبده عبدالله أن الشركة تتميز بسهولة الإجراءات المطلوبة لأخذ قرض مالي فيمكن للعميل أن يسحب القرض خلال ساعه واحدة فقط كما أن فائدة القروض قليلة مقارنة بالبنوك.
وأضاف أن الاستثمار في قرية رزقة الدير المحرق حيث يكون فرع الشركة كان لا يتجاوز 10% إنما أصبح الآن يتمثل بنسبة 90% وأخذت حركة الإستثمار في التطور وكان للشركة دور واضح في ذلك.
من ناحية أخرى لابد من إنشاء فكر استثماري حقيقي وذلك يبدأ من تعليم النشء ماهية الاستثمار وأهميته وبالنظر إلى حال الغرب نجد أن الفكر الادخاري على مستوى جيد فهم يستقطعوا من المال جزء للإدخار ثم يكيفوا حياتهم على الجزء المتبقي على العكس من المجتمع الشرقي الذى يكيف حياته على الراتب كامل وإذا فاض من الراتب يدخر.
علاوة على ذلك يظهر ما يسمى بخريطة استثمارية التي بدورها تلعب دوراً أساسياً في نجاح الإستثمار حيث تتوافر فيها المعلومات الكافية عن المكان الذى يتم الاستثمار فيه بالإضافة إلى احتياجات المكان وعدد النسمات المستهلكين به والخريطة الاستثمارية والتي توجه المستثمر بشكل صحيح فيصبح عائد الربح أعلى من تكلفة الإنتاج والتوزيع، كما يلعب المستهلكين دوراً أساسياً لنجاح الإستثمار فكلما كان عدد المستهلكين يستوعب الإنتاج كلما قلت المدة التي يجنى المستثمر فيها ثمار عمله.
نقلا عن لسان مدير شركة أيمن أفندي أنه من الطريف عند إحتلال إسرائيل لسيناء عملت دراسة عن أنواع الفئران فيها وكيفية الاستفادة منها وذلك يوضح مدى أهمية الدراسات في نجاح أي عمل لذلك لابد من الدراسة الكافية لأى نوع من الاستثمار وأن تظهر تلك الدراسات النور وتكون متاحة للمستثمرين حتى تحقق التنمية، كما أن عوامل نجاح الإستثمار عبارة عن سلسلة متشابكة وهى بناء الوعى الإستثمارى وتوفير البيانات بالإضافة إلى عمل خريطة استثمارية وتوفير تمويل مساعد وإذا سقطت إحدى الحلقات فشل الإستثمار علاوة علي ذلك سوء التخطيط وعدم وجود دعم لتسويق المنتج.
القطاع المصرفي يحارب الإستثمار
كانت فكرة طلعت حرب قديما من إنشاء بنك مصر أن يمول البنك الاستثمار والمشاريع الاستثمارية على العكس من ذلك حالياً يعد القطاع المصرفي احد معوقات تطور حركة الاستثمار فيرفع من فائدة القروض للمشاريع وتصل الدرجة به إلى عدم تمويل المشاريع الإستثمارية خوفاً من المخاطرة، على الرغم من أن العائد الإستثمارى كبير، وحيث اتفقت كلا من شركة أيمن أفندي وشركة تنمية على ذلك الرأي وعلى النقيض من النظام الضريبي في مصر فهو نظام متدرج ولا يقف عائق أمام المستثمر لأنه في بداية أي مشروع استثماري جديد يأخذ إعفاء ضريبي يصل الى 10 سنوات وهذا حسب تصريح السيد مصطفى عبد الجواد.
جدير بالذكر أن محافظة أسيوط يعادل اسعار العقارات فيها اسعار دبى، وتعددت أسباب غلاء العقارات بها ، حيث أشار السيد ابراهيم عبده مدير شركة تنمية أن ذلك الارتفاع يعود إلى تجارة الآثار وغسيل الأموال.
وأضاف السيد مصطفى عبد الجواد أن الطرق الغير شرعية المتمثلة في تجارة العملة والسلاح والآثار سبب في غلاء الاستثمار العقاري في أسيوط، كما ان الاستثمار في المحافظة استثمار تجارى.
*الإستثمار والصعيد المهمش.
صرح السيد ابراهيم عبده أن الإستثمار في وجه قبلي بشكل عام جيد ولابد من الاهتمام به أكثر من الإهتمام بالإستثمار في وجه بحرى ذلك لتوافر المشروعات والكوادر البشرية التي بحاجة إلى التمويل بالإضافة إلى الموارد الطبيعية.
من ناحية أخرى تلعب المشاريع الصغيرة والمتوسطة دوراً فعالاً في تطوير حركة الإستثمار في وجه قبلي مثل مشاريع الطعام كالمطاعم والكافيهات وورش الصيانة وقطع الغيار وغيرها من المشروعات الصغيرة.
من هنا اتضح دور الإستثمار فبعد أن كان الصعيد مهمشاً أصبح ينافس وجه بحرى في المشروعات الصغيرة والمتوسطة كما أنه دفع بعجلة الإنتاج في الصعيد إلى الامام.
وقال مصطفى عبد الجواد المدير الإقليمي لشركة ايمن افندي ناصحاً الشباب أن الوظيفة لا تصنع شيء وعليك بالمخاطرة في الاستثمار حتى وإن كانت نسبة النجاح 50% والفشل50% قائلاً "وإذا أردت أن تبنى مستقبلاً حقيقياً عليك بالمغامرة" كما أنه لابد للشباب أن يهتموا بالفكر الإستثمارى ولابد لجهات كثيرة أن توفر المعلومات الكافية لجعل الشباب قادر على أخذ القرار والمغامرة في الاستثمار وبدلاً من دفع مبالغ طائلة للحصول على وظيفه حكومية يتجمع الشباب معاً ويستثمرون تلك المبالغ في مشاريع تعود عليهم بالنفع وعلى الدولة بالتنمية والتقدم.