كتب: نوران محمد
ظهر في النصف الثاني من القرن 9هـ/15م وما بعده- سواء في عهد المماليك الجراكسة أو في العصر العثماني من بعده- حركة تعمير في ظواهر القاهرة وخاصة شمالي منطقة الريدانية ومنطقة غربي الخليج على النيل، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد الأمير أزبك من ططخ الظاهري يعمر منطقة بركة الأزبكية (بركة الأزبكية: كان اسمها بركة بطن البقرة، كان مكانها بستان المقسي، ثم أمر الخليفة الظاهر إعزاز دين الله بحفرها حوالي سنة 410هـ/1019م لتصبح بركة أمام منظرة اللؤلؤة، وأرسل إليها ماء النيل من خليج الذكر، وعرفت هذه البركة بعد ذلك بالأزبكية نسبة إلى الأمير أزبك من ططخ الظاهري).
حوالي سنة 880- 882هـ/75- 1477م، حيث أنشأ قصراً له وعدة منشآت أخرى حولها وأعاد حفرها وأجرى غليها الماء من الخليج الناصري وبنى حولها رصيفاً، كما بنى الأمير يشبك من مهدي الدوادار قبتين، إحداهما بالمطرية (أثر رقم 4، أمام قصر القبة) في سنة 882هـ/1477م، والأخرى بلاريدانية (العباسية) (أثر رقم 5) انتهى بنائها سنة 884- 886هـ/ 79- 1481م، كما بني المحمدي الدمرداش قبة له في قرية الخندق قبل سنة 901هـ/1496م (العباسية، وقد سجلت ضمن الآثار سنة 1983م) في عهد السلطان قايتباي أيضاً وبنى حول هذه القباب عدة منشآت، حيث كان يخرج السلطان قايتباي ومن بعده من السلاطين للتنزه عند قبة يشبك بالمطرية، كما بنى الشهابي أحمد بن العيني قصراً له في القرن 9هـ/15م في المنطقة المعروفة به إلى الوقت الحالي "القصر العيني".
أما في العصر العثماني فقد وجدنا في المصادر التاريخية عدة قصور بنيت في منطقة شمال القاهرة بالعباسية.
وعلى سبيل المثال وجدنا أن إبراهيم كتخدا القازدغلي المتوفى سنة 1168هـ/1755م بنى القصر الذي عند سبيل قيماز بالعادلية، وكان مراد بك يقيم بقصر قايماز جهة العادلية، كما أنشأ محمد بك الألفي قصراً فيما بين باب النصر والدمرداش بالقرب من زاوية الدمرداش