كتب: غادة عبدالله
شهدت مصر الفترة الماضية تطور ملحوظ في الاقتصاد المصري، وخاصة في التسويق الإلكتروني، ومن ضمن التحديات التي كانت تواجه الدولة المصرية الفترة الماضية هي أن تجعل المواطن المصري يتعلم ذاتيًا وأن يكون جزءًا من الترويج لاقتصاد مصر الذي سقط كثيرًا بعد الثروات التي شهادتها مصر في الفترة الأخيرة، ومن ضمن النماذج التي كسرت حاجز صعوبات كثيرة في تحديات الدولة تلك هي مي عبدالعزيز، ربة منزل تبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا، في هذا الحوار الصحفي سنتعرف سويًا كيف فعلت ذلك.
من أين جاءت فكرة التسويق الإلكتروني؟
الإجابة: كنت معتادة على تصفُح الإنترنت لمعرفة تفاصيل حول التسويق العقاري، الذي بدأت منه شغفي نحو التسويق، ولإنني زوجة وأم وبعيدة عن العاصمة، فكان من الصعب التوغل في هذا المجال.
فبدأت بتصفح مواقع كثيرة بحثًا عن مجال مشابه للتسويق العقاري، فوجدت شركات تعلن عن حاجتها لمسوقين منتجات عن طريق الإنترنت، ومن هنا كانت البداية.
ما الصعوبات التي واجهتك في بداية الامر؟
أنه كان يتحتم علي المعرفة الذاتية أو بالأحرى التعلم الذاتي، الأمر لم يكن سهلًا علي في تعلم العديد من الأمور، خاصة أن التسويق الالكتروني بالخاص والتجارة بوجه عام بعيدة كل البعد عن تخصصي الدراسي.
فبدأت بتصفح الإنترنت بحثًا عن ڤيديوهات تبسط أو تسهل الأسماء أو المصطلحات التي أسمعها بعالم التسويق الإلكتروني، وبدأت أدرس كما يدرس الشباب بالجامعة فكنت أنا الدكتور والطالب.
هل من صعوبات أخرى واجهتك غير تعلُم التسويق الإلكتروني؟
نعم، واجهتني صعوبات كثيرة مثل انحصار لغتي الإنجليزية في جانب واحد وهو جانب التواصل الإنساني، لم أكن جيدة في تعلم المصطلحات التجارية الخاصة بالتسويق الإلكتروني، فبدأت مذاكرة الإنجليزية مرة أخرى.
كيف مزجتي بين العمل والعائلة؟
تنظيم الوقت، الأمر لم يكن صعبًا علي، فأجد كثيرين يعانون من عدم التوفيق بين العائلة والعمل، ولكن لو أنهم يعرفون كيف يكون تنظيم الوقت وأهميته، سيحققون إنجازات كثيرة، لن أقول أن الأولوية كانت للعمل على حساب العائلة، بل كانت العائلة الأولوية والأهم فكنت أرتب مواعيد عملي ودراستي بعد أن أنهي يومًا طويلًا مع أولادي ودراستهم ويومهم، الأمر لم يكن سهلًا في بادئ الأمر، فكنت لا أنام إلا بضع ساعات قد تكون ثلاث أو أربع ساعات.
يوم بعد يوم بدأت الأمور تتحسن معي وبدأت أنظم وقتي ومواعيد عملي في الأوقات التي تكون بعيدة كل البعد عن عائلتي ولا يحتاجونني فيها، ومن هنا بدأ الأمر يتحسن.
من كان داعمك في هذا الأمر؟
زوجي، وأحب أن أشير أنه قد دفعني وبشدة إلى التعلم المستمر ولم يكلْ يومًا في تشجيعي ودعمي إلى تحقيق ما أريده، وأحب أن أشكره على هذا الأمر، الذى عانى لي الكثير، فتجدين الكثير من ربات المنزل، يريدون من أزواجهم أن يشجعوهم على هذا الأمر وأن يعطوهم دفعة، ولكن تخيب ظنونهم، فاختيار الزوج هنا يمثل عامل مهم، خاصة وإن كان طموح ويريد تحقيق السعادة لعائلته وتحقيق أحلامهم.
هل هناك أشخاص أخرى قد ساعدوك في هذا الأمر؟
بالطبع هناك ثلاث شخصيات قد دعموني في هذا الأمر، وهم من وضعوا أساس أي معلومة قد اكتسبتها مثل، الباشمهندس سامر محفوظ والباشمهندس مصطفى عادل وأستاذ شاهر فوزي، هم من ساعدوني في وضع الأساس الصحيح للتسويق الإلكتروني، أحب أن أوجه لهم كل الشكر، فضلهم بعد الله لا أنساه، فلم يبخلوا بمعلومة واحدة، شكرًا لهم.
تعلمين أن جائحة كورونا قد سببت كثير من الركد الاقتصادي، فهل كان هناك تأثير على بدايتك بسبب هذا الأمر؟
لم يحدث هذا إطلاقًا، بل إن الجائحة كانت سببًا كبيرًا في توجه أغلب المواطنين إلى التسوق عبر الإنترنت، فهذا كان سببًا قويًا لاستمراري، ربما لو لم يحدث هذا، لمَ كان قد توجه أغلب المواطنين إلى التسوق الإلكتروني وحينها لا أعلم كيف كنت سأواجه هذا الأمر، ولكن الجائحة كانت سببًا رئيسيًا في تسهيل بعض الأمور علي، أهمها تفتح العقل المصري على التسوق عبر الإنترنت.
كيف كانت استراتيجيتك تجاه التسويق الإلكتروني؟
استراتيجيتي كانت بسيطة جدًا، شركة موثوق فيها، منتج آمن ومطلوب ويحتاجه المواطن المصري بيومه العادي.
فبدأت تسخير المنتجات التي سأعمل عليها لخدمة الفئات الموجودة بمصر، فالمنتجات مثل العادات، تجدي عادات أهل الصعيد غير القاهرة وغير الوجه البحري، ومن هنا بدأت أسخر تسويقي للمنتجات على حسب الفئات والأماكن والأهمية.
كل ذلك تحت الإهتمام بالعميل والخوف عليه، فكنت أوجهه للمنتج الآمن.
لو أمامك إمرأة مصرية ربة منزل بما تنصحيها؟
التطوير، أنصحها بالتطوير المستمر ومواكبة التطور التكنولوجي، فأنا قد انغمست بعالم بعيد كل البعد عن دراستي ولم أدرسه يومًا، ولكن بالعزيمة والإرادة بدأت بمواصلة التعلم والتطوير من نفسي ومواكبة التطور التكنولوجي، فكما تعلمين نحن بعصر التكنولوجيا، من لم يواكبه سيعاني كثيرًا، تشاهدين التطور الهائل في كم المعلومات وأن العالم لم يعد بحاجة أطباء بقدر حاجتهم لمهندسي برمجة.
في النهاية، هل تريدين إضافة أي شيء؟
نعم، أريد من النساء بوجه عام التوجه نحو الشغف المستمر لتعلم الأشياء، كنت إمرأة عادية، ربة منزل بسيطة، ومن ثم بعد المعرفة قد تحولت، إلى مسوقة إلكترونية، وكل هذا وأنا بالمنزل.
أشجعهم على الاستمرارية والتعلم الذاتي.
إذا وجدت أي ربة منزل مشكلة في التعلم فلتحادثني وسأساعدها في وضع حجر أساس لها ولبيتها من خلال صفحة الفيسبوك، rody.medo.311 ، وأتمنى للجميع التوفيق.