وزيرة التضامن: معدلات الفقر سجلت تراجعا فى مصر 2019/2020 رغم كورونا


الدكتورة نيفين القباج
___________________________________

كتب فارس خضر 

شاركت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي فى أعمال الدورة الـ 76 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب  بدولة الأردن، حيث أكدت أن الدول العربية تشهد تحولات وتغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية مختلفة، خاصة في السنوات الأخيرة بسببأزمات إقليمية وظروف سياسية متغيرة ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، ما يشكل تحديًا لجهود التنمية المستدامة، مؤكدةاستمرار الالتزام بالعمل الدءوب بما يحقق الأهداف السامية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، وبما يدعم العمل العربي المشترك.


وقالت الوزيرة إن القضايا والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق بين الدول العربية للتعامل مع الواقعالاقتصادي والاجتماعي وجهود التنمية المستدامة فى العالم العربي.

 

وقالت الوزيرة إن مصر حريصة علي تعزيز العلاقات في جميع المجالات مع أشقائها العرب خاصة ما يتعلق بشبكات الأمان والحمايةالاجتماعية التي تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي،وذلك عبر اتاحة التجربة المصرية في مجال تطوير وتحديثشبكات الحماية الاجتماعية للاستفادة منها عربيا، حيث تجاوزت مصر كل تلك الأزمات بفضل تبنيها برنامج للاصلاح الاقتصاديوالاجتماعي الشامل والتوسع في شبكات الحماية الاجتماعية وتقديم مساعدات مالية غير مسبوقة للعمالة غير المنتظمة للتخفيف من آثارالجائحة علي تلك الفئات.

 

وأضافت أن مكافحة الفقر بجميع أشكاله وتحسين الأوضاع الاجتماعية كان محور المناقشات التي عقدتها خلال مشاركتها في الدورةالعادية الــ76 للمجلس التنفيذي وحضرها وزراء من مصر والأردن والبحرين والجزائر واليمن والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعدرئيس قطاع الشئون الاجتماعية لجامعة الدول العربية، وذلك ضمن جهود الجامعة العربية للإعداد والتحضير للقمة العربية العادية المقبلةالتي تستضيفها المملكة العربية السعودية خلال شهر ديسمبر المقبل.

 

وأوضحت القباج أنه تم مناقشة أوضاع الفقر متعدد الأبعاد قبل الجائحة حيث أظهر التقرير العربي لعام 2017 أن معدل الفقر في عشردول عربية تضم نحو 75% من سكان المنطقة بلغ 41%، من بينهم 13.4% يعيشون في فقر مدقع وأن هناك تسع سنوات تفصلنا عن عام2030 وهو عام تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة، في الوقت الذي تواجه دول المنطقة تلك التحديات المتعددة.

 

وأشارت القباج إلي أن مصر إحدى الدول القليلة التي حققت نمًوا اقتصاديًا إيجابيًا وسط الجائحة كما تراجعت معدلات الفقر إلى29.7٪في 2019/2020، مقابل 32.5 ٪ في 2017/2018 نتيجة تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري وتوفير الخدمات الأساسية وتوسعةالتغطية للفئات الأكثر هشاشة.  

 

وأوضحت أن مصر تطبق ثلاث منهجيات للتعامل مع الفقر أولها منهج دولة الرفاه، ومنهج التمكين الاقتصادي للتعامل مع حالات الفقر الأقلحدة، ومنهج الاستثمار في رأس المال الاجتماعي، حيث يجمع الخبراء علي أن السبيل الوحيد للحد من الفقر هو تبني استراتيجية تحققمعدلات عالية من النمو الاقتصادي وتحسن من قدرة الفئات الأولي بالرعاية علي النفاذ للخدمات الاجتماعية مع الاهتمام بقضايا البطالةخاصة البطالة طويلة المدي بين الشباب.

 

وحول القضايا الأخرى التي تناولتها الاجتماعات أشارت إلي مناقشة الوزراء العرب تقديم الدعم والإغاثة لثلاث دول عربية هي فلسطينوالصومال واليمن، وتطورات السياسات الاجتماعية التي تتبناها حاليا الدول العربية، بجانب استعراض التقرير العربي الجديد لمكافحةالفقر.

 

وعلي هامش اجتماعات المجلس التنفيذي عقدت وزيرة التضامن الاجتماعي اجتماعات ثنائية مع وزيرا التنمية الاجتماعية في الأردنوالجزائر الشقيقتين ،وقالت القباج إن اجتماعها مع السيد أيمن المفلح وزير التنمية الاجتماعية الأردني تناول أنشطة التعاون بين الوزارتينوجهود تعزيز الحماية الاجتماعية لمواطني البلدين خاصة ان هناك أكثر من مليون مصري يعملون بالأردن، حيث تم الاتفاق علي زيارة وفدأردني للقاهرة الشهر المقبل برئاسة وزير العمل الاردني وممثلين عن مؤسسة الضمان الاجتماعي لاستكمال المناقشات حيث نأمل في تطويرالتعاون الثنائي في مجال الحماية الاجتماعية.

 

وقالت إنها استعرضت أيضا مع الوزير الأردني آلية مراجعة وتحديث أنظمة الدعم النقدي والإعاقة والاستراتيجية الوطنية لرعاية الأسرالبديلة وتجربة مصر والأردن في هذا المجال،وكذا عرض لبرامج الدعم سواء العيني أو النقدي المقدمة من قبل صندوق المعونة الوطني الأردنيوالتي من اهمها برامج دعم عمالة المياومة (اليوميةوبرامج تأهيلها وإعادة تدريبها علي المهن الاكثر طلبا لدمجها في سوق العمل، والاطلاععلي التجربة الأردنية في رعاية الامومة مثل تجربة تأمين الأمومة وبرامج الرعاية الاجتماعية للام بعد انتهاء فترة الوضع، وكذا دعم دورالحضانة سواء من خلال دعم التكلفة المالية التي تدفعها الام لوضع ابنائها في تلك الدور أو ما يتعلق بدعم مصروفات تشغيل هذه الدورنفسها.

 

وكشفت القباج عن الاتفاق علي تنظيم القاهرة لمعرض مشترك للأسر المنتجة في كلا من مصر والأردن في فبراير 2022 يضم عارضين منالدوليتين في مجال المنتجات التراثية والبيئة وذلك في إطار التسويق ودعم الفئات الاولي بالرعاية وتمكينها اقتصاديا.

 

وحول اجتماع وزيرة التضامن مع كوثر كريكو وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة الجزائرية اوضحت القباج أن الاجتماعاستعراض جهود ومبادرات مصر والجزائر لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الصحي أو الاقتصادي،وكذلك تطوير الخدمات المقدمة للفئات الأولي بالرعاية وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، وحماية المطلقات، وتوسيع قاعدة المستفيدين منبرامج الدعم العيني والنقدي للأسر الفقيرة، وآليات التمكين الاقتصادي للمرأة، ودعم الإسكان للفئات غير القادرة، وتجربة الجزائر في  رقمنة  البطاقة الوطنية الموحدة للمواطنين، وصندوق دعم البناء الريفي، وآلية ربط مستفيدي برامج الدعم النقدي بالسجل الوطني.

 

وفي ختام الاجتماع وجهت القباج دعوة للوزيرة الجزائرية لزيارة مصر في النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل لاستكمال المناقشات حيث تمالاتفاق علي إعداد مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين الشقيقين في هذه المجالات.