حوار خاص مع الأديبة الصعيدية "دعاء العاصى "


 


البيئة الريفية بالصعيد سلاحاً ذو حدين 


دعاء العاصى :"الرواية القادمة ستصبح علامة بارزة فى حياتى الأدبية "


كتب _مصطفى الديك 

كتبت _إسراء عبد الصبور 


جعلت الكاتبة دعاء العاصى أسمها يتلألئ فى سماء الأدب ،وثنايا التألق  ،ودروب الإبداع ،بعقل يفكر،ويد ترسم ،بنية المثابرة ،وألوان الاجتهاد،وريشة تعزف على أوتار الطموح ،متحديةً كل الصعاب ،لتثبت للجميع بأن ما نيل المطالب بالتمنى ،وإنما بالسعى دون النظر  للخذلان .



طلت علينا من بين قرى الصعيد وبالتحديد قرية الأغانة مركز طما محافظة سوهاج ،فتاة طموحة وأنثى لاتعرف طريقاً للمستحيل،وزهرة فى بستان الشغف وحب التألق ،تبلغ من العمر 27عاماً ،عبرت بحور اليأس  رغم الصعاب ،وأثبتت للعالم العربى بأن الصعيد ستظل البقعة المضيئة فى ظلام الطمس الفكرى والإبداعى ،إنها الكاتبةوالروائية والشاعرة دعاء عاصى على الدين اسماً،ودعاء العاصى لقباً وشهرةً .


لعبت أسرتها المتفتحة والواعية دوراً مهماً فى حياتهاالشخصية

 والأدبية ،وكانت تدعمها وتشيد بموهبتها،كما صرحت الكاتبة دعاء العاصى قائلة "أنا بحمد ربنا على أسرتى لأنها متفتحة وقدرت تساعدني وأتدعم موهبتى  "وتعد هذه الأسرة ليست كغيرها من باقى أسر الصعيد ،التى لاترى الفتاة سوى واحدة لا ملجأ لها إلا الزواج ولا مأوى سوى بيت زوجها ،وقالت أنها تخشى طمس هويات ومواهب وطموحات فتايات الصعيد،


ومن جانبه تعود بداياتها الأدبية للمرحلة الإعدادية ،حيث كانت  تؤلف قصصاً للأطفال عن طريق تحويل المواقف التى تراها بعينها فى الواقع إلى أحداث ومحاور أساسية فى مضمون القصة ، وفى هذا الصدد قالت " رأيت موقفاً فى عيادة لدكتور مخ وأعصاب وحولت هذا الموقف لقصة قصيرة "،ثم توقفت بعد ذالك  عن الكتابة لفترة طويلة ،نتيجة لظروف حياتها الخاصة ،التى تحرص دائماً وأبدأ على أنها تكون بعيداً عن متناول الجميع ،لتعود للكتابة مرة أخرى منذ عام مضى ،من بوابة مسارات القلوب ثم  رزيا وخبايا .


" أنتِ من الصعيد ومستحيل توصلى ،هتاخدى أيه من الكتابة"،مثلت تلك الكلمات أبرز ما تعرضت له دعاء العاصى من انتقادات ومحاولات لتحطيم الدافع والموهبة ،لتحول كل هذا إلى درجات لسلم الإنطلاق والبداية لتحقيق الأمل والنجاح وإثبات الذات ،وعادت  دعاء العاصى منذ حوالى عاماً من جديد للكتابة وممارسة حياتها الأدبية المحببة لديها  بعد غياب دام لحوالى 13عاماً تقريباً،  وهذه المرة من بوابة "مسارات القلوب ثم خبايا ورزيا ".


وأطلقت الأديبة _دعاءالعاصى _ خلال منشور لها على صفحتها الشخصية على  الفيسبوك عبارة "أبنتى الأولى فى السعودية "،وعندما سئلت عن هذا أعربت بكل سرور "بحس إن  رزيا وخبايا بناتى لما بذلته من مجهود ،ورزيا الآن بتشارك فى معرض الرياض الدولى بالسعودية"، حيث تعود حكاية أسم "رزيا "_ بطلة الرواية _ إلى مشهد عابر فى فيلم أو مسلسل هندى ذكر فيه الأسم  عند مرورها من أمام التلفاز مما أدى للفت إنتباهها فاختارته إسماً لبطلة  الرواية   ،على الرغم من أنها ليس لديها وقت للمشاهدة ،كما أنا رواية رزيا عبارة عن دراما إجتماعية خيالية واقعية يغلب عليها الخيال ،بينما رواية خبايا تمثل دراما إجتماعية واقعية،وأضافت

 "بتمنى رواية رزايا تتعمل مسلسل "


 وعلى الجانب الأخر الأخر أشادت  خلال حديثنا معها  بأن كتاب مسارات القلوب والذى يضم فى طياته خواطر خاصة بها ،يعتبر أهم خطوة فى حياتها ،ونقطة البداية فى طريق التألق والمشاركة فى المعرض الدولى للكتاب لعام 2021،إلى جانب روايتى رزيا وخبايا ،لتصبح حصيلة أعمالها الأدبية المشاركة فى معرض الكتاب ثلاثة أعمال ،وقالت بأن 2021

أجمل سنة بحياتها .وأكملت "تم تعاقد دار نبوغ بالسعودية مع منصة اقرألى وكانت رواية رزيا من ضمن عشرة روايات مرشحة للنشر على المنصة صوتياً" ،كما حرصت على نشر أعمالها ليس على صفحتها الشخصية على الفيس بوك فقط ولكن فى دور النشر كدار كتابة تجمعنا بعد تحولها من مبادرة لدار نشر ،بالإضافة لدار روائع علم النشر .



وذكرت بأن الرواية والقصة إحدى فنون  الكتابة الأدبية المفضلة لديها ،ويأتى فى المرتبة الثانية الخاطرة ،ويحل الشعر فى المرتبة الثالثة ، وقالت خلال تصريح حصري ولأول مرة لجريدة النيل اليوم بأن "لو عاد بي الزمن لصححت أخطاء كثيرة فى روايتى رزيا وخبايا ،نتيجة الخبرات التى أكتسبتها  مؤخراً"، وأوضحت مدى حبها للكتابة باللغة العربية الفصحى، وهذا إن دل فإنما يدل على مدى صدقها ووضوحها وصراحتها التى تضاف لرقيها وروعتها وإبداعها ،وأضافت "الرواية القادمة فى المعرض الدولى للكتاب 2022 ستشمل خبرات السنين وأضيف إليها الخواطر الخاصة بى ،كما لم أفعل فى رزيا وخبايا ،وستكون باللغة العربية الفصحى ،و مختلفة تماماً، وعلامة فارقة فى حياتى ، "،وأدلت بأن حب الكتابة هو المغزى والهدف وليس الربح .



وجديراً بالذكر تمنت أن يركز الإعلام على لصعيد ومساندة الفتاة فى الإنطلاق نحو تحقيق الحلم ،بالإضافة لذالك تمنت لو أن محافظ سوهاج قام بتكريمها لوصولها لتلك المرتبة الإبداعية والفخرية لكل فتايات الصعيد ،كغيرها من أبناء المحافظات الأخرى وبالتحديد الوجه البحرى كالقاهرة والجيزة والإسكندرية ، وهى ترى بأن ذالك دليل على الظلم الواقع على الصعيد عامة والقرى الريفية خاصة .



وعبرت بكل فخر ورأس عالية مرفوعة تعطى الفتاة  بالصعيد بصيصاً من الأمل "يجب أن نضع حداً للزواج المبكر الذى يعتبر دماراً لمجتمعنا وللعائلة وللفتاة على وجه التحديد ،لعدم فهمها لأمور الزوج والبيت ،وإنعدام التفاهم لأختلاف الأجيال وتباعد السن بينهما،وليه نحرم بناتنا من التعليم  ،وأنا كواحدة من الصعيد بتمنى إنى أعمل حاجة لبلدى وأغير مجتمعنا ونمط تفكيرهم عن الفتاة ،وأن أكون نموذجاً لأى فتاة موهوبة وتخشى البيئة الريفية الصعيدية،وطالما هناك حدود تظل المبادئ والقيم والعادات والتقاليد راسخة للأبد  " .


بالإضافة لكل ذالك الضغوطات المستمرة  التى يضعها المجتمع الريفي _وخاصة بقرانا بالصعيد _على الفتاة ،وجهان لعملة واحدة ،فقد يجعل منها فتاة ضعيفة الشخصية عديمة القرار وسهلة الانقياد ،ومن الممكن أن يجعلها فتاة قوية قادرة على تخطى الصعوبات ومواجهة التحديات،ويجب أن ننظر للمستقبل نظرة ثاقبة بعيدة عن طمس الهويات ومحو الذات ،فما المانع بأن تشترك التربية والتعليم والموهبة والطموح والإبداع والعادات والتقاليد فى آن واحد ؟!،


ولو نظرنا لرأينا كل ذالك فى شخصية الأديبة والكاتبة والشاعرة "دعاء العاصى "ابنة قرية الأغانة مركز طما محافظة سوهاج ،التى جعلت من الصعوبات والإنتقادات والتحديات جسراً للعبور إلى تحديد المصير وتحقيق الذات ،لتصبح مثالاّ يحتذى به لكل فتاة تقطن كل بيت من بيوت الصعيد.


وأوضحت مدى أهمية الحرية لدى لفتاة بالصعيد قائلة "البنت الصعيدية تنال الحريات الكاملة والظهور فى المحافل الدولية عندما تتغير عقلية الأسرة بالصعيد ،والتى قد تكون عامل سلبى فى طمس هوية الفتاة ،ويجب على الآباء عدم حرمان الفتاة من التعليم ،ومن أبسط حقوقها "،وأكدت على أن الفتاة بنسبة كبيرة قد تكون مصدر فخر وإلهام لوالديها عن الشباب ،وأعربت دعاء العاصى عن شغفها المستقبلى وأنها تسعى لتحقيق كل أمنياتها .


وعلى الرغم من أن الإمكانيات المادية لم تسعفها فى إطلاق برنامجها التلفيزيونى "أول خطوة "إلا أنها لم تتوقف عند ذالك وستقوم بعمل مجموعة لايفات أو بثات مباشرة من خلال صفحتها الشخصية عنوانها "أول خطوة "تتحدث فيها عن البدايات العصيبة لدى الشخصيات الناجحة ،حيث تتناول كل شخصية على حدة كى تكون دافعاً لمستقبل غيرها من الشباب والفتيات .


وأيضاً قدمت كل الشكر لوالديها وأسرتها على الدعم والمساندة ،وتنصح كل فتاة فى الصعيد بأن تحلم وتسعى لتحقيق حلمها وغايتها وأن تستمر مهما قست الظروف ،

ولخصت مسيرة حياتها فى "نستطيع ونستحق مهما قست علينا الحياة".