*مَثَلُ المؤمن كالخامَة ، فما هِيَ؟*




كتبت: نيفين رضا 


عن كعب بن مالك  -رضي الله عنه-أنَّ رسول الله-ﷺ-قال:


*(مَثَلُ المُؤْمِنِ كَالخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وتَعْدِلُهَا مَرَّةً، ومَثَلُ المُنَافِقِ كَالأرْزَةِ لا تَزالُ حَتي يَكُون انْجِعافُها مَرَّةً واحِدةً. )*

◼ المصدر: صحيح البخاري - 5643. 


الشرح:


يَشتملُ هذا الحديثُ على تشبيهٍ رائع من النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حيث أُوتي جوامعَ الكَلِمِ، فشبَّهَ المؤمنَ بالخَامَةِ مِن الزَّرعِ، وهي الغُصنةُ الغَضَّةُ الطَّريَّةُ منه، تُميلُها الرِّيحُ مرَّةً وتَعدِلُها أُخرى، وشبَّهَ المنافقَ بالأَرْزَةِ، وهو شجرٌ معروفٌ، يُقالُ له: الأَرْزَنُ، يُشبِهُ شَجرَ الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو شجر الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو ذَكَرُ الصَّنَوْبَرِ، وهو الشَّجر الذي يُعمَّرُ طويلًا، ويكون انْجِعَافُهَا - أي: انقِلاعُها - مرَّةً واحدة، ووجهُ التَّشبيهِ أنَّ المؤمن من حيث إنَّه إن جاءه أمرُ الله انصاع له ورضِي به؛ فإنْ جاءه خيرٌ فرِح به وشكَر، وإنْ وقَع به مكروهٌ صبَر ورجا فيه الأجرَ، فإذا اندفَع عنه اعتدَل شاكرًا، والنَّاسُ في ذلك على أقسام؛ منهم مَن يَنظُرُ إلى أجْر البلاء فيَهُونُ عليه البلاءُ، ومنهم مَن يرى أنَّ هذا مِن تصرُّفِ المالك في مِلكِه فيُسلِّمُ ولا يَعترض، ووجهُ التَّشبيهِ عند المنافق: أنَّ المنافقَ لا يَتفقَّدُه اللهُ باختباره، بل يجعلُ له التَّيسيرَ في الدُّنيا ليتعسَّرَ عليه الحالُ في المعاد، حتى إذا أراد الله إهلاكَه قصَمَهُ فيكون موته أشَدَّ عذابًا عليه وأكثَرَ ألَمًا في خروج نفْسِه.