كتب / مرام إبراهيم
«أنا بقول سنة كفاية».. لم يخطر ببال تنظيم الإخوان، أن تلك العبارة التي جاءت في خطاب رجلهم في قصر الرئاسة محمد مرسي، في مثل هذا اليوم الموافق 26 يونيو 2013، بمثابة نبوءة بنهاية حكم تلك الجماعة التي كانت تخطط للبقاء في الحكم 500 سنة، بعد عام واحد في السلطة.
الأكثر استفزازًا من خطاب مرسي، الذي استمر نحو ساعتين ونصف، هتافات أنصاره داخل قاعة المؤتمرات: «ربيهم يا ريس.. افرم يا ريس»، في رسالة إرهاب وترويع للشعب المصري.
كان انطباع خطاب محمد مرسي، الذي أساء خلاله لكل مؤسسات الدولة، واضحًا على وجه المشير عبدالفتاح السيسي حينها، وقادة أفرع القوات المسلحة والشرطة، وفهم المصريون تلك النظرة، وأصبح واضحًا أن قرار إزاحة هذه الجماعة الإرهابية بات محسومًا بثورة شعبية يساندها الجيش، وهم ما تم في 30 يونيو 2013.
وكشف السيسي، كواليس هذا الخطاب الكارثي في إحدى اللقاءات التلفزيونية، قائلا: «كان لقاء مع مجموعته وأنصاره، وكان من غير اللائق دعوتنا، لكنهم كانوا عايزين يوصلوا رسالة للشعب إن اللي بيتقال الجيش موافق عليه، لكن سمعنا كلام تاني خالص غير ما تم الاتفاق عليه لحل الأزمة خلال اجتماع مع محمد مرسي لمدة ساعتين».
وأضاف السيسي ساخرًا ردًا على سؤال أحد المذيعين: «إخوان مين اللي ينفذوا مذبحة القلعة في قادة الجيش؟، كاشفًا أن الإخوان عرضوا إغراءات على القوات المسلحة، لعدم التدخل والتخلي عن المصريين في ثورة 30 يونيو»، مستطردًا: «لكن القوات المسلحة لا تباع ولا تشتري.. أنا مفيش مشكلة تكون وظيفتي وسلامتي على المحك، لكن شرف العسكرية المصرية لا يكون على المحك أبدًا».
ومن أخطر النقاط في خطاب الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، والتي تظهر كذب وخيانة هذه الجماعة، تصريحه: «تقطع أي إيد تفرط في أي حبة رمل»، فيما كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال تصريح على الهواء مباشرة في أبريل 2018، أنه رفض عرضًا من محمد مرسي بالحصول على قطعة أرض في سيناء لتوطين الفلسطينيين، وأخبره أنه هذه تصفية للقضية.
وتحدث محمد مرسي مستنكرًا: «احنا هنبيع قناة السويس؟»، فيما أكد اللواء سامح أبوهشيمة الخبير العسكري والإستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الإخوان أعدت مشروع تنمية محور قناة السويس، تحت مسمى إقليم، يشمل في المرحلة الأولى 7 آلاف كم2، عبارة عن شريط جغرافي متصل يحيط بقناة السويس من الجانبين، ويحول هذا الإقليم إلى شريط عازل بين سيناء وباقي الأراضي المصرية غرب القناة، وانطوى التصور على نيات تمهد لعزل سيناء عن مصر جغرافيا، وإداريًا وإخراج هذا الإقليم عن سيادة الدولة المصرية.
قال مرسي مستنكرًا: «إزاي السياح يجوا مصر وفي قطع طرق ومولوتوف وفضائيات بتنشر، ده إجرام شديد.. إزاي متظاهر شايل رشاش وبندقية.. متظاهر إزاي ده؟!»، فيما شاهد العالم أجمع، عناصر الجماعة وأنصارها تقطع الطرق وتحاصر المحاكم، وتزرع القنابل والعبوات الناسفة في كل مكان، وتنصب اعتصامين مسلحين في ميداني رابعة والنهضة، وتقتحم السجون بـ«آر بي جي»، وتحرق الأقسام وتقتل رجال الجيش والشرطة.
واتهم الرئيس المعزول، النائب العام والقضاء، بالإفراج عن رموز النظام السابق، ونجده يصدر قرارات عفو رئاسية عن نحو 13 ألف إرهابي بينهم عناصر من داعش والقاعدة، ومن أبرزهم عاصم عبد الماجد وطارق وعبود الزمر، ومحمد شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وهو ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي، حينها، قائلا: «انتم بتخرجوا ناس هيقتلونا».
وختامًا، القاعدة الذهبية تقول «لا تستطيع أى جماعة مهما كانت قوتها أن تبتلع دولة، ولكن يمكن للدولة أن تبتلع أى جماعة وتهضمها».