كتب_ أسماء وحيد
لم يكن خافيا على أحد ما أن للتربية بمفهومها الواسع ومضامينها العريضة من أثر وأهمية كبير فى حياة الأفراد والمؤسسات والهيئات والمنظمات والمجتمعات وقد بذل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جهداً كبيراً في بناء وتربية النفس البشرية ويمثل الجانب التربوي محوراً فى رسالته ومن يدرس شخصيته فسوف يجده مربيا عظيماً ذات أسلوب تربوي فريد ولذلك كان للسنة النبوية فى المجال التربوي فائدتان عظيمتان
أولاً : إيضاح المنهج التربوي الأسلامى المتكامل الوارد في القرآن الكريم وبيان تفاصيله .
ثانياً : أستنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ومعاملته مع أولاده وغرس القيم والمبادئ الأساسية والأخلاق الحميدة داخل نفوس أطفالنا .
وقد أكد الدكتور ( مصطفى أبو السعد ) فى كتابه ( أصول التربية الأسلامية الحديثة ) أن الأسلام أستطاع أن يضع منهجاً تربوياً متكاملاً للنهوض بحياة الأطفال على طول المدى وذلك من خلال ( السنة النبوية - القرآن الكريم ) .
و قد قدمت الدكتورة فاطمة عبد الحليم ) أستاذ التربية المقارنة جامعة عين شمس فى بحثها المقدم لمركز ( جون بل ماكسيول ) للإبحاث الخاصة بتربية الطفل العربي أن الأسلام قدم منهجاً متكاملاً للنهوض بذات الطفل مع الحفاظ على سلوكياته والرقي بمشاعر الأطفال والنهوض بالذات البشرية والرفع من أهمية المحافظة على حقوق طفولته وكذلك حماية حقوق الطفل كامله دون تهاون مثل المحافظة على حق الطفل فى ( المأكل والملبس والتعليم وعدم عماله الأطفال وأحترام ذاتيه الطفل ) والرفع من مستوى حقوقه المشروعة له فى الحياة بعيداً عن مؤثرات المجتمع الغربي وكذلك المجتمعات الآخرى التى لا تتماشى عاداتها مع قيم المجتمع الأسلامي العربي وعلى الجانب الآخر أكد الدكتور ( منصور الصائغ ) فى كتابه ( دلالات البحث التربوي فى الأسلام ) أننا يجب علينا أن نستنبط من ثقافات المجتمع الغربي مايتفق مع أسس المجتمع العربي والأصول الأسلامية.
فقد أكد الباحث أن الأسلام قدم منهجاً تربوياً خالصاً يتماشى مع كل العصور ولكن كيف يمكن لنا أن نرسخ مفاهيم التربية الأسلامية داخل أسرنا بطريقة حديثة تتماشى مع وتطورات المجتمع الحديث فى الوقت الحالى ؟ هذا ما شرحه الدكتور (سالم أبو عزب ) فى كتابه ( أصول التربية الحديثة) أننا يجب أن نبدأ بترسيخ مفاهيم القيم والمبادئ الأسلامية داخل كل مؤسسات المجتمع المدني المختلفة مثل ( المدرسة - الحضانة -ودور الرعاية ) وغيرها وكذلك أن يعمل الآباء والأمهات على ترسيخ الثقافة الأسلامية داخل أسرنا بطريقة جديدة والأعتماد على قصص الانبياء والصالحين لتعليم القيم والمبادئ الأساسية والأخلاق الحميدة لأطفالنا .
ولنعلم دائماً أننا كلنا راع وكلنا ومسئول عن رعيته