متابعة_عبدالله صلاح
صدر حديثا للدكتور أحمد عادل درويش أستاذ الصحافة بجامعة المنصورة كتاباً حول "الصحافة الروبوتية..الإيكولوجيا والهاكطولوجيا"، حيث انتهج المؤلف سبيلين نظرياً وعملياً ليرصد ملامح الصحافة الروبوتية كأهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة والتي ساعدت علي فتح الباب لابتكارات لا حدود لها ودخول حقبة جديدة من النمو الاقتصادي وإحداث تغييرات جذرية في الحياة الإنسانية وكسر حواجز الانعزال بين الذكاء البشري والآلي، وأيضاً بين الواقعي والزائف، فباتت تتحول ديناميكيات السلطة من البشر للخوارزميات.
وأضحت تطورات النظم الإيكولوجية البشرية في الفضاء الإلكتروني أمراً لا مفر منه، وجاء هذا المؤَلَفْ ليجيب عن التساؤلات حول كيف ستحدد التقنيات الذكية مسار المجتمعات في السنوات القادمة؟ وكيف ستؤثر الموارد على اتجاهات توظيفها وتطويرها بالدول التي لديها البنية التحتية الرقمية والرؤية والاستراتيجية اللازمة؟ فالموارد البشرية هي الأساس في تصميم وتطوير تلك التقنيات، وهذا يقود لسؤال أكثر عمقاً حول دور الذكاء الاصطناعي في إنشاء نماذج قائمة علي التحكم الخوارزمي والتي سيكون لها سيطرة كبري على الممارسات البشرية عبر الفضاءات الإلكترونية والجغرافية؟.
الواقع اليوم هو أننا مع اقترابنا من الروبوتات والذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز الذكاء البشري من المحتمل أن نكون قادرين على إدارة المؤسسات بأكملها آلياً، وسيكون التحول أساسياً في هيكل الأمم وبذلك تعمل الآلات بشكل مستقل عن التحكم البشري، وعلي ذلك تشهد الدول في الآونة الأخيرة سباقاً عالمياً لتطوير الروبوتات وتصميم تقنيات متنوعة للذكاء الاصطناعي وتحاول العديد من البلدان العربية ومن بينها مصر المضي قدماً في طريقها نحو معالجة العقبات التي تواجه مؤسساتها الإعلامية والاستفادة من فوائد تلك التكنولوجيا الذكية في تطوير مستويات العمل بها، وهذا ما استوجب من المؤلِّف وضع أول استراتيجية إجرائية ترسم ملامح توظيف هذا النمط المستحدث من الصحافة القائم علي توطين الروبوت الصحفي والخوارزميات انطلاقاً من تحديد مدي جاهزية البيئة الإعلامية المصرية للتكيف مع تلك التقنيات كمدخل للولوج لعصرٍ جديد أكثر انفتاحاً علي التغيرات الراديكالية في العمل الإعلامي؛ من أجل خلق بيئات عمل مبتكرة ترتكز علي منظومة رقمية مهيئة للإبداع قوامها الخوارزميات لتحقق الجودة والحوكمة والرفاهية وتٌحْدِثْ تطوراً نوعياً بكافة مستويات السوق الإعلامية الجديدة وصولاً للريادة الإعلامية.