بقلم - محمد عبد العزيز
مهم عشان توصل للي نفسك فيه إنك تكون طموح وعندك رغبة، ومع الرغبة إرادة إنك تحقق اللي نفسك فيه ومعاهم خليط من الطاقة والشغف والحماس والقوة والمرونة والدماغ الكبيرة، وكل دول يمتزجوا مع بعض عشان توصل يوما ما لهدفك وإنت واثق في قدراتك ومؤمن بنفسك ومصدق حلمك وباصص علي حاضرك بتركيز وبتستلهم من ماضيك ما يعينك علي إستشراف مستقبلك، طبعا مع مساعدة الظروف وشيء من التوفيق ودول أمرين مهمين جدا لا غني عنهما إطلاقا إن أردنا أن نتحدث بكلام منطقي ومقبول.
لذلك أيا ما كان عمرك، فلا تفقد الأمل أو تنهي الحلم أو تقتل الهدف، فكل تلك الأحلام والأهداف والآمال ليس لها تاريخ صلاحية إلا برحيلك حتي لو وصلت لأرذل العمر كما يقولون هنا في بلاد الشرق.
وعشان تكون إجابتك زي الإجابة الغريبة والعجيبة والمدهشة اللي إتقالت منذ حوالي 12 سنة علي سؤال: مين أفضل لاعب في تاريخ لعبة كرة القدم ؟، فأجاب بكل ثقة: أنا، وسط ضحكات بعض زملاؤه وإستغراب البعض الأخر وإجابات البعض الثالث بأن الأفضل في التاريخ هو دييجو أرماندو مارادونا.
760 هدف رسمي بتضع كريستيانو رونالدو أو كما إشتهر بلقب " CR 7 " علي قائمة الهدافين التاريخيين للعبة كرة القدم في 1040 مباراة مع المنتخب والأندية عشان تبقي الإجابة بعد 12 سنة بكلمة " أنا " هي الإجابة الأصح، وهي الحقيقة الأكثر إعجابا بمشوار كبير للاعب كان ولا يزال وسيظل هو من أساطير لعبة كرة القدم في تاريخها، مشوار ملهم للكثيرين في كرة القدم وخارجها من أصحاب الطموح والأهداف والقدرات، مشوار عظيم للاعب نقل نفسه بنفسه وطور قدراته ونما مهاراته ليجلس اليوم ملكا علي عرش هدافي لعبة كرة القدم في التاريخ، سواء تم إثبات أن هذا الرقم صحيح أو تم إثبات إنه لا تزال هناك تكملة أخري للمشوار كي يصل CR 7 يوما ما للجلوس علي عرش هدافي لعبة كرة القدم، لكن أيا ما كانت الحقيقة، فنحن محظوظون كثيرا أننا عاصرنا وشاهدنا بأعيننا وعلي مدار ما يقرب من 30 عاما عصرا ذهبيا لكرة القدم بدء بعظماء أمثال رونالدو الظاهرة وروماريو ورونالدينيو وريفالدو وكارلوس وزيدان وهنري وبيكام وتوتي وديل بييرو وروبيرتو باچيو وإنيستا وتشاڤي حتي وصلنا لعصر ميسي ورونالدو الذي كان ولا يزال وسيظل يري ويؤمن أنه الأفضل قبل أن يحقق أي شيء، لذلك وصل لكل شيء يريده، ومازال يبحث وسيبحث عن الجديد وعن الوصول لأقصي شيء يستطيعه.
علي الجانب الأخر، تم تنصيب چو بايدن الرئيس ال 46 للولايات المتحدة الأمريكية، رئيس جديد يدخل البيت الأبيض بعمر ال 78 عاما بعد 46 عاما قضاها في العمل السياسي والحزبي، قضاها يحلم ويخطط ويعمل ويجتهد ويسعي لهدفه، حتي وصل أخيرا لحلمه ودخل البيت الأبيض رئيسا لأكبر دولة في العالم وهو علي أعتاب القبر كما يتندر المصريون، معلنين أن تاريخ صلاحية الشخص هنا في بلاد الشرق لا يجب أن يتجاوز سن ال 60 عاما، وربما في بعض الأوقات أقل من هذا بكثير، وأنك بمجرد وصولك لهذا السن يجب عليك أن تعتزل كل وأي شيء بعد هذا التاريخ، وأن تجلس لتنتظر تاريخ رحيلك عن العالم بائسا فارغا لا تفعل شيء، لكن بايدن فعلها وأثبت أن تاريخ صلاحية الإنسان يبدأ يوم ميلاده وينتهي يوم رحيله وما بين هذا وذاك هو فرصة جديدة ومتجددة لتحقيق الأحلام والأهداف.
وبالتالي إذا كنت تعتقد أن الحديث هنا عن الكرة أو عن الإحتفاء باللاعب أو بالرئيس الجديد هو المقصود فقط فأنت مخطيء، لأن ما نتحدث عنه هنا هو دعوة متجددة للأمل والحلم والإجتهاد والسعي والعمل للوصول يوما ما للهدف أو لتحقيق الحلم.