بقلم_عبدالله صلاح
في عام 2020 ظهرت العديد من الظواهر الغريبة و عادات لم تكن موجودة بالدول أصبحت تأخذ حيزا كبيرا و انقسم الناس ما بين مؤيد و معارض و ما بين رافض و سعيد بها....
الكلاب البشرية أو ما يعرف بإهانة و اذلال الإنسان لنفسه، هي ظاهرة جديدة انتشرت في القارة العجوز و خصوصا في بريطانيا تلك الظاهرة المشينة التي أصبح عدد المنتمين لها حتى اللحظة أكثر من عشرة آلاف كلبا بشريا في إنجلترا و حدها.
هل القارة و الدولة التي تتبنى الحضارة و تبتدع الموضة أصبحت تذل نفسها و تبرر بأن تلك المشاهد المقززة حرية شخصية؟!
ماذا تريد تلك الدول أن تفعل؟
يقول أحد المنضمين لهم فى تصريحات لصحيفة "جارديان" البريطانية" :"تعيش الكلاب حياة مريحة بشكل لا يصدق.. ليس عليهم أن يذهبوا إلى العمل أو يتألمون بسبب كل أنواع المشاكل الإنسانية، ليس لديهم حتى إحساس بالمستقبل..كلبي ينام 16 ساعة في اليوم ..أنا محظوظ إذا تمكنت من تجاوز بضع ساعات دون أن أكون مستيقظًا من بعض القلق الكامن - ولا أحد يفرك بطني عند الطلب".
وتكشف تقارير إخبارية أن أكثر المنضمين لهذه الظاهرة هم ممن تعرضوا لمشاكل في صغرهم سواء تنمر أو عدم ثقة في النفس للبحث عن حياة جديدة ترتكز على الخضوع، وبالتالي باتوا يعيشون الحياة بطريقة الكلاب، وقد بدأت الظاهرة فى الانتشار منذ سنوات قليلة.
وبعد زيادة الأعداد بهذا الشكل أصبح وجودهم أمرا واقعا، مما دفع إلى عمل محلات لبيع مستلزمات خاصة بهم ووجود مدربين لهم يوفرون لهم العيش كالكلاب، كما لم يقتصر الأمر على هذا الحد وإنما وصل إلى مسابقات للنباح ومسابقة أوروبية على مستوى القارة ستكون تحت اسم مستر أوروبا لأفضل كلب بشرى.
لقد أمرنا الله في كتابه العزيز أن نعز أنفسنا و مظاهر تكريم الإنسان في القرآن لا حصر لها.
و أعطى القرآن للإنسان المكانة التي تليق به وتفضيله على كثير من المخلوقات ظاهرة متميّزة في الآيات البينات، وقد اكتسب الإنسان هذه المكانة لكونه تحمّل المسؤولية، وخصه الله بصورة مميّزة في خلقته، وفي قدراته العقلية والنفسية، التي مكنته من استيعاب حقيقة الرسالات السماوية، ومن أداء واجبه الديني والعملي والإصلاحي بوعي تامّ.
وكان الخطاب في الآيات البينات للناس جميعا بدون تمييز بين جنسهم ولونهم ولغتهم ووضعهم الاجتماعي، فكلهم مطالبون بالالتزام بما جاء فيها، يعبدون الله وحده ويقرّون بما أنعم عليهم من نعم ظاهرة وخفية، وبما رزقهم من الطيبات، ولا يعيثون في الأرض فسادًا، ولا يحرّمون ما أحلّ الله ولا يحلّون ما حرَّم، ولا يرتكبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق.
و من الآيات الكريمة التي تحدثت عن مكانة الإنسان ما يلي:
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (سورة الأعراف: 10)
{ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} (الإسراء:70)
{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين:4).