ضيفُنا السنويّ يَهِلّ بعامٍ آخر


 

كتب :سارة بلال 

يأتي بقدسيّته يُطِلُّ كما لو كان لُطفاً يُستجدى كما لو يربّتُ على أعتابِ القلوب ،يُوقِظُ معَ قطراتِ غيثِهِ كُلّ ألمٍ وحزنٍ على الفؤادِ ويغسِلُهُ ليراودَ صفاءَه ، يُدغدغُ بنسماتِهِ أطيافَ الهوى ويُرنّم كلّ قلبٍ بهِ الدربُ قد هوى ، يطرِقُ بابَ كُلّ حانٍ ليُحِسَّ بأخيه ، يباغِتُنا كعادتِه ويتسلّلُ لنا بكلّ أجوائه لكنّ ديسمبر يتخصّصُ ويتفرّدُ به كأنّما يُعطي ضيفَهُ حَقّهُ قبلَ أنْ يُغادِرَه ، يودّعُه ويُؤَهّبُهُ كصديقٍ غالٍ يتحضّرُ لحفلٍ يُشيّدُ له ، ومع تثاقُلِ الأيّامِ الديسمبريّة هذا العام إلّا أنّهُ ألبسَ شتاءَه كعادتِه ضاعفَهُ بأثواب الأملِ المُلَوّنة ثمّ دفعَ بهِ لعامِه الجديد أودعَهُ كلّ الأماني والرّغد داعياً لكلّ من سيحتَضِنُهم عامَه بتحقيقِ كلّ طيّبٍ شاؤوه ، هاهوَ شتاؤُنا يُطِلُّ بسنتِهِ الاثني ألفيّةِ والواحدِ والعشرين.