كتب_عبدالله عبدالرحمن
قبل أن نخوض في تفاصيل زواج القاصرات يجب علينا أن نتعرف من هن القاصرات في الحقيقة أن كلمه القاصرات تطلق علي الفتاه التي لم تتجاوز سن السادسة عشر .
أصبحت ظاهرة زواج القاصرات من الظواهر التي انتشرت بسرعة في مصر خاصة في الآونة الأخيرة مما لفت الأنظار وأصبحت ايدي الكتاب مطالبه بإلتقاط الاقلام والحديث عن هذه الظاهرة التي أصبحت ملموسة علي أرض الواقع .
ولها أسباب عديدة نحاول أن نسر بعضا منها في إيجاز :-
أول الأسباب هي قله التعليم خاصة في الريف المصري مما جعل الناس هناك يفكرون في زواج البنت في سن مبكر وهم يعتقدون في ذلك أنهم قد يفعلون فيها معروفا حتي لا يفوتها سن الزواج ويعتبرون أن هذا ستره لها وهو الذي يجب أن يكون .
ثاني هذه الاسباب العرف والعادات والتقاليد فقد جرت العادات هناك أن تتزوج البنت مبكراً .
أما ثالث هذه الاسباب الفقر حيث تتكون الأسرة الواحدة من عدد كبير من الأبناء والبنات مما يشكلون عبئا ثقيلا علي رب الاسره الذي يحاول أن يزوجها حتي تخفف العبئ عليه ومن أول شخص يتقدم للفتاه يوافق الأب وبعد الزواج تري الفتاه قد انعدمت صحتها وانجبت طفلا يحتاج لأم تربيه كيف تربي هذه الفتاه طفلاً وسرعان ماتنشب المشاكل بينها وبين زوجها لإنها لا تعرف أن تدير أسره وتدبر أمورها فيلجأ الزوج الي طلاقها وتعول الي بيت أبيها ومعها طفلاً وأصبح الأب في عبئ أكثر .
وعندما انتشرت هذه الظاهره قامت الحكومات بتحديد سن الزواج للفتاه والشباب ومن يخالف هذه القرارات يعرض نفسه للمسئوليه الجنائية والقانونية وقد تباينت الآراء حول فكرة الزواج المبكر ما بين مؤيد ومعارض وتظل هذه القضية شاغلنا نبحث فيها بعرض معظم الآراء المختلفة وخاصة بعد زيادة حالات العنوسة والطلاق وحالات الوفاة الكثيرة من جراء هذا الزواج المبكر، ويرى البعض أن الحكمة الفرعونية تقول: خذ لنفسك زوجة وأنت فى العشرين والتوجه الإسلامى فى عمومه يحبذ تعفف الشبان والشابات بالزواج عندما تبدو الظروف مواتية.
ولكن هل يعنى ذلك أن نشجع الزواج المبكر فى جميع الأحوال؟ وما عواقب الزواج المبكر جداً قبل سن العشرين؟ وما عواقب أيضا الزواج المتأخر؟
خبراء هيئة الأمم المتحدة يرون أن الزواج المبكر مغامرة غير مأمونة، فزواج الفتاة قبل بلوغها سن العشرين قد يعرضها لخطر الإصابة بالعقم، كما أن أصحاب السن المبكرة فى الزواج أكثر تعرضاً للإحساس بفتور العلاقة الزوجية فيما بعد، وتزيد لديهم مخاطر الانفصال التام بالطلاق، كما تزيد فرصة تعرض أطفالهم حديثى الولادة للوفاة.
ورغم جدية هذه التحذيرات إلا أن الكثيرين قد انتقدوها مشيرين إلى أنها دعاو غربية ، ومبادئ علمانية لا تناسب مجتمعاتنا الشرقية التى تقدس الحياة الزوجية، وتدفع الشبان والفتيات نحو الزواج فى أسرع فرصة ، ضماناً للعفاف والاستقرار، وربما يتراءى لنا من أول وهلة أن القضية ليست جدلية إلى هذه الدرجة، وأن ما أثير حولها من خصومات وتراشقات بالأقلام كان فيه شيء من التسرع والعجلة ، فحرص الإسلام الحنيف على التعجيل بالزواج وتسهيل إجراءاته ضماناً لعفاف واستقرار الشبان والشابات لا يتعارض بالضرورة مع الدعوات العقلانية للتريث والتمهيل فى أخذ قرار الزواج وخلوه من المشاحنات، فضلا عن الوقاية من الأمراض العضوية والنفسية هذا ما نراه لأول وهلة، ولكننا هنا ليس مشغولنا بعرضنا لتصوراتنا الشخصية بقدر ما نريد توضيح وجهتى النظر المتضادتين كما هما، وبتعبير أدق فنحن نستعرض دراسات الأمم المتحدة وغيرها من الدراسات التى حذرت من خطورة الزواج المبكر أولاً، ثم نستعرض بعد ذلك بعضاً من الردود على هذه الدراسات، فالقضية لم تكن لتتفجر فى الأساس ـ بهذه الصورة ـ لولا ذيوع هذه التقارير والدراسات عبر وكالات الأنباء والفضائيات وشبكة الإنترنت .
والحجر الذى أحدث الدوامة المائية فى البداية هو تقرير صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة الذى دعا إلى وضع حد للزواج المبكر لا سيما بالنسبة إلى الفتيات مسلطاً الضوء على النتائج السلبية لهذا الزواج الذى لا يزال يستند إلى التقاليد القديمة، وذكر التقرير أن من أسباب الزواج المبكر الفقر وحماية الفتيات من التحرش الجنسي، بالإضافة إلى التهميش الاجتماعى واستعباد الفتيات بدرجات متفاوتة.