كتب_وليد أحمد
لوحة يدان داعيتان للفنان الألماني آلبرخت ديورر ١٨٠٥،تعتبر هذه اللوحة من أكثر اللوحات إنتشاراً وإستنساخاً في المكاتب والمنازل، لما تحمله من معاني الشكر والإمتنان، وتنتشر أيضاً في الكنائس لما تحمله من معاني دينية من التضرع والدعاء.
وولد آلبرخت ديورر في إحدى القرى الألمانية لأسرة فقيرة مكونة من ١٨ أخاً وأختاً، وكان والده يعمل بالحدادة وأخذ عنه آلبرخت المهنة، وعمل مع والده لمدة سنوات، ولكن بقى آلبرخت متعلقاً بحلمه المشترك مع أخيه الأكبر آلبرت بأن يصبح فناناً، ومع رفض والدهما إرسالهما إلى أكاديمية نورنبرغ لتعلم الرسم، وبينما كانا يتناقشان في إحدى الليالي، إتفقا على الإقتراع بواسطة العملة في اليوم التالي، الخاسر يذهب إلى أحد المناجم القريبة من القرية، يعمل به ليتكفل بنفقات أخيه الفائز الذي يذهب أكاديمية الرسم، وعندما يتخرج الأخ الفائز، إنه يعيل أخاه في الأكاديمية إما عن طريق بيع اللوحات، أو العمل في المناجم إن لزم الأمر.
ألقى الأخوان العملة يوم الأحد بعد العودة من الكنيسة، وقد فاز آلبرخت بالقرعة، فذهب شقيقه للعمل في أحد المناجم، وعلى مدار أربع سنوات في الأكاديمية تفوق ديورر وذاعت سمعته، حتى أنه تفوق على مدرسيه في الأكاديمية، ومع نهاية التخرج كان آلبرخت قد رسم العديد من اللوحات وقبض ثمنها، وعند عودته إلى قريته الصغيرة أقامت له أسرته حفلاً خاصاً بهذه المناسبة، قال فيها آلبرخت كلمة شكر مؤثرة في حق أخيه،، وأشار إلى أخيه بأنه قد حان دورك للذهاب إلى نورنبرغ للتعلم في الأكاديمية لكي تحقق حلمك، في تلك اللحظة بدا آلبرت شاحباً وحزيناً فقد تعرضت يداه لإصابات بليغة أكثر من مرة جراء العمل في المناجم، حتى أنه لا يستطيع قرع كأسه بكأس ٍ أخرى لشرب نخب عودة أخيه، وأنه لم يعد يستطيع أن يتحكم بالفرشاة والقلم، مضيفاً "لقد قات الأوان".
رسم آلبرخت هذه اللوحة تكريماً لأخيه آلبرت، حيث قام برسم يداه بكل ما تحملها من تفاصيل، شقوق ٍ وجروح، حيث أظهر براعة متناهية الدقة في رسم تفاصيل وأجزاء اليدين.
بالرغم من مضى حوالي ٥ قرون على رسم هذه اللوحة، إلا أنها كانت ملهمة لمن تأملها من الناس.