فى ذكرى وفاة العبقرى “العقاد”



كتب_نبيلة  لعزيب


نستذكر اليوم رحيل واحد من اعمدة الادب العربي والذي وصف بالعبقري والحذق في جلساته عباس محمود العقاد(١٨٨٩- ١٩٦٤) من الاعلام البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، فهو الأديب والشاعر، والفيلسوف، والسياسي، والمؤرخ، والصحفي، ابن محافَظةِ أسوان، اكتفى العقاد بحُصُولِه عَلى الشهادة الابتدائية، غير أنه عكف على القراءة وثقف نفسه بنفسه؛ ترك ميراثا ضخما تخطى المائة كتاب والعديد من المقالات، و"سارة"قصته الوحيدة.


 هو من الكتّاب الذين أثروا المكتبة العربية والإسلامية بكثير من الكتب والموضوعات والمترجمات أيضًا، ومن أشهر أعماله ما جعله الأستاذ العقاد المسمى بالعبقري وله عمل ادبي بعنوان العبقريات، مثل :عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الأربعة، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، رضي الله عنهم، ثم كتب عن عبقرية خالد بن الوليد رضي الله عنه، بكتابه أدبية ثقافية تثري القارئ .




لاباس ان نحكي بعض ماعاشه مثلاً

أحب عباس محمود العقاد مي بكبرياء في أول الأمر. ورويداً رويداً، بدأ يذعن لعاطفته حتى امتلكت قلبه وعقله. وبدلاً من أن يكتفي بزيارتها في صالونها الأدبي، راح يعزز علاقته بها فيقضي معها ساعة أو أقل سيراً في صحراء مصر الجديدة. وتطور الأمر أكثر ليدعوها إلى السينما ويذهب بصحبتها إلى سينما الكنيسة كما اشترطت هي. في قصة "سارة"، يروي العقاد قصته مع مي ويقول: "كانا أشبه بالشجرتين منهما بالإنسانين، يتلاقيان وكلاهما على جذوره، ويتلامسان بأهداب الأغصان، أو بنفحات النسيم العابر من تلك الأوراق إلى تلك الأوراق... كانا يتناولان من الحب كل ما يتناوله العاشقان على مسرح التمثيل ولا يزيدان، وكان يغازلها فتومئ إليه بإصبعها كالمنذرة المتوعدة، فإذا نظر إلى عينيها لم يدر، أتستزيد أم تنهاه، لكنه يدري أن الزيادة ترتفع بالنغمة إلى مقام النشوز".



وبدأت الغيرة تجد طريقها إلى نفسه، فيغار عليها من علاقتها بجبران. وكانت مي تستلذ بغيرة العقاد عليها، فتستزيد من تلك اللذة كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً، مستخدمة أحياناً الدلال الناعم الجذاب، كما تظهر رسالة أرسلتها إلى العقاد من برلين في 30 أغسطس عام 1925، قالت فيها:



"وحسبي أن أقول لك: إن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرتُ به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان. بل إنني خشيتُ أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها بدار جريدة "المحروسة". إن الحياء منعني، وقد ظننتُ أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك. والآن عرفتُ شعورك، وعرفتُ لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران".



وتابعت: "لا تحسب أنني أتهمك بالغيرة من جبران، فإنه في نيويورك لم يرني، ولعله لن يراني، كما أني لم أره إلَّا في تلك الصور التي تنشرها الصحف. ولكن طبيعة الأنثى يلذ لها أن يتغاير فيها الرجال وتشعر بالازدهاء حين تراهم يتنافسون عليها! أليس كذلك؟! معذرة، فقد أردت أن أحتفي بهذه الغيرة، لا لأضايقك، ولكن لأزداد شعوراً بأن لي مكانة في نفسك، أهنئ بها نفسي، وأمتّع بها وجداني".