بقلم_مصطفى محفوظ
" بيبو بيبو بيبو.. الله يا خطيب" من منا لم يسمع ولو صدفة هذا الهتاف الشهير، ذلك الهتاف الذي رددته جماهير الكرة في السبعينيات وظل مخلداً في التاريخ المصري كأغاني أم كلثوم وأدبيات نجيب محفوظ، أحبته جماهير الكرة فخلدت إسمه رمزاً تاريخياً لنجوم الكرة في مصر، نحتفل معكم اليوم بعيد ميلاد الأسطورة محمود الخطيب " بيبو" والذي يكمل عامه ٦٦.
هدفان في الأهلي كانا بداية رسم الطريق
في البداية، محمود الخطيب لم يبدأ ضمن صفوف النادي الأهلي، لكنه ومع انتقال أسرته للسكن في القاهرة، وتحديداً في حي حلمية الزيتون، اكتشفه مدربه الأسبق إبراهيم الشيخ، ليضمه إلى نادي النصر القاهري الذي كان على مقربة من منزله، ويلعب مع الفريق حتى وصل إلى الـ ١٥ عاماً، ليذيع صيته مع مشاركته مع فريقه، ومع منتخب مدرسته في بطولات المدارس.
حصل الخطيب على عروض من أندية الطيران والاسماعيلي للانضمام إليهم، وكان بالفعل قريباً من الانتقال إلى الاسماعيلي المصري، لكن القدر كان يخبئ مسيرة مختلفة للاعب الموهوب، فخلال مباراة تحت ١٧ عاماً، يلعب فيها الخطيب مع رفاقه الأكبر منه سناً أمام النادي الأهلي، تمكن الخطيب من احراز هدفين في مرمى الأهلي ليلفت الإنتباه إليه ،وتنتهي المبارة بالتعادل الإيجابي ٢-٢.
الأهلي كان يواجه منافسة كبيرة من الإسماعيلي، الذي أقنع الخطيب بأن يلعب معه مباراة ودية مع فريق ١٧ عاماً للحكم على مستواه، وتألق فيها الخطيب في المباراة التي شارك في شوطها الثاني، لكنه في النهاية مع وجود العرضين اختار الانضمام إلى النادي الأهلي عام ١٩٧١ وهو في السادسة عشر من عمره.
تصعيده للفريق الأول
وبطبيعة الحال لم يكن لاعب بحجمه ليغيب عن الفريق الأول أكثر من هذا حيث قرر كل من المايسترو صالح سليم والعظيم محمد عبده صالح الوحش تصعيد اللاعب الناشيء للفريق الأول وهو في سن السابعة عشر ولعب أول لقاء له أمام السويس وانتهت المباراة بفوز الأهلي 5/1 أحرز منها الخطيب ثلاثة أهداف ويا لها من بداية يا بيبو لأجمل قصة وأعظم نجاح وأكبر نجومية.. حيث بعد هذه المباراة وبعد الأداء الذي أدي به في المباريات التالية حفرت جماهير الأهلي بل جماهير مصر اسمه في قلوبها حيث أحبته جماهير الأهلي والزمالك والإسماعيلي وكل أندية المحروسة.
أحبته الجماهير فجعلت منه الكرة أميراً متوجاً
في عام ١٩٧٤ / ١٩٧٥ سجل الخطيب أعلى عدد من الأهداف ليصبح هداف الفريق برصيد ٢٢ هدفا ويفوز الأهلي بالدرع هذا الموسم.. وفي الموسم التالي احتفظ الفريق بالدرع للعام الثاني على التوالي وأحرز بيبو ١٤ هدفا كهداف للفريق للعام الثاني على التوالي أيضًا لعل أغلاهم هدفيه في مباراة المحلة وهي المباراة الفاصلة التي تحدد بطل الدوري بها وفاز الأهلي بها 5/0 في مجموع المبارتين.. واستمر الأهلي في سطوته للعام الثالث على التوالي حيث فاز بالدرع عام ١٩٧٦ / ١٩٧٧ واحتل الخطيب أيضا صدارة هدافي الفريق برصيد ١٠ أهداف.. وفي عام ١٩٧٦ بدأ الأهلي في المشاركات الأفريقية لأول مرة ولكنه لم يوفق في أول ثلاث تجارب له أعوام ١٩٧٦ ، ١٩٧٧ ، ١٩٨١ قبل أن يبدأ في ترويض الأفارقة في عقد الثمانينات. وفي عام ١٩٧٨ / ١٩٧٩ فاز الأهلي بالدوري بدون هزيمة وأحرز الخطيب ٧ أهداف ليفوز بصدارة هدافي الفريق مشاركة مع جمال عبد الحميد. وفي الموسم التالي حافظ الأهلي على لقبه المحبب رغم أنه هزم ٣ مرات في الدور الأول ولكنه تدراك الموقف بعد ذلك وتصدر الخطيب قائمة هدافي الفريق برصيد أحد عشر هدفا.
وفي عام ١٩٨٠ / ١٩٨١ فاز الأهلي باللقب بعد منافسة محمومة مع الزمالك وتصدر الخطيب قائمة هدافي الفريق كالعادة برصيد ١١ هدفا أيضا.. وفي العام التالي حافظ الأهلي على لقبه ولكن جاء الخطيب هذه المرة ثانيا في قائمة هدافي الفريق برصيد ٤ أهداف خلف شريف عبد المنعم الذي أحرز ٥ أهداف. وشهد هذا العام انطلاقة الأهلي الأفريقية حيث فاز الفريق بأول بطولة أفريقية للأندية أبطال الدوري له تحت قيادة الخبير محمود الجوهري. وأقيم لقاء إياب نهائي البطولة في يوم ١٢ ديسمبر في غانا حيث لعب الأهلي أمام فريق كوتوكو الرهيب والمخيف ولكن الخطيب (الذي أحرز هدفين في لقاء الذهاب بينما أحرز علاء ميهوب الهدف الثالث) أحرز هدف التعادل ليفوز الأهلي بالبطولة
بيبو على عرش الكرة الأفريقية
"محبوب الخطيب".. هو العنوان الذي اختارته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية للعدد الذي تضمن إعلان فوز الخطيب بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أفريقي عام ١٩٨٣ ، ذلك الفوز الذي يعد الانجاز الأكبر لنجم الكرة المصرية.
فرانس فوتبول أكدت أن الخطيب ووصيفه اوبوكو نتي كانا الاختيار الأفضل بدون منازع، وأن هذا التكريم الدولي للخطيب، هو اعتراف بمكانته الكبيرة علي الساحة الإفريقية، خاصة وأنه أصبح واحداً من أبرز معالم مصر ، وهو يرتدي الفانلة الحمراء التي تميز النادي الأهلي صاحب الشعبية الكاسحة.
ألف شكر.. ألف شكر
فكما عودنا الزمن، أنه كالقطار الذي ما أن تغفل عينك من عليه ستجده انطلق بسرعة، فجأة وجدنا أنفسنا فيعام ١٩٨٧ ، ومحمود الخطيب يقف في منتصف استاد القاهرة المكتظ بحوالي ١٢٠ ألف متفرج من محبيه ودراويشه، الذين جابوا وراءه محافظات مصر بحثاً عن رؤيته يداعب كرة القدم.
ولقطة تاريخية لن ينساها أحد، سواء من حضر هذا اليوم، أو من سمع عنه وشاهد مقاطع الفيديو له، صعد محمود الخطيب منصة قصيرة ليلقي كلمات الشكر لمحبيه، ويودعهم بعد أن أعلن اعتزاله لعب كرة القدم متأثراً بإصاباته الكثيرة، ليقاطعه الجمهور أكثر من مرة بهتاف موحد مطالبين محبوبهم بالتراجع عن قراره، لتختنق الكلمات في صدر محمود الخطيب، وتقرر دموعه أن تتصدر المشهد نيابة عن كلماته، ليكتفي بترديد كلمتين فقط، «ألف شكر».
بطولاته
حاز الخطيب ٢٠ بطولة مع الأهلي ومنتخب مصر، فاز بالدوري المصري في ١٠ مناسبات، وكأس مصر في ٥ ، ودوري أبطال إفريقيا في ٢ ، وكأس الكؤوس الإفريقية في ٢ ، كما حصل على لقب كأس أمم إفريقيا مع منتخب مصر عام ١٩٨٦.
الخطيب إدارياً
تدرج الخطيب في المناصب الإدارية داخل النادي الأهلي إبان وجود مجلس إدارة الراحل صالح سليم أسطورة النادي حيث كان عضواً في مجلس الإدارة،وفي وجود حسن حمدي أكثر رئيس حقق النادي إنجازات في عهده شغل الخطيب منصب أمين الصندوق وثم نائب الرئيس وفي ٢٠١٧ أصبح الخطيب رئيسًا للأهلي حتى وقتنا هذا.