.
كتب_نبيلة لعزيب
نتناول اليوم ظاهرة لطالما كانت ولاتزال وهي عن الحرف و الحرفيات و هنا نتححدث عن نساء متعلمات يملكن شهادات جامعية عالية الا انهن غيرن مجالهن و دخلن عالم الحرف اليدوية و رغم ان المقال يتكلم عن النساء الا انه سيفيد الشباب كذلك .
خياطات وحلاقات وطباخات انتزعن المكانة الاجتماعية من صاحبات المناصب حرفيات برتبة دكتوراه :
أصبحت الحرف اليدوية والمهن الإنتاجية تستهوي الجنس اللطيف في السنوات القليلة الأخيرة، أكثر من العمل الإداري أو الدوام الروتيني الذي يشعر المرأة بالرتابة وقلة الإبداع، ويبعدها عن مسؤولياتها كسيدة منزل في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى هذا قد يكون الراتب غير مناسب لمتطلباتها الكثيرة التي تتماشى والعصر، لذلك تفضل الكثير من السيدات، المراهنة بشهاداتهن الجامعية، ودراساتهن العليا، وحتى مناصب عملهن، للالتحاق بمشاريع خاصة، تضمن لهن الاحتكاك ببنات جنسهن واكتساب مكانة اجتماعية، ومداخيل مالية أكبر، ووقتا أوسع للتفرغ لحياتهن الخاصة.
تنتهي الرحلة العلمية لكل سيدة مهما طال أمدها، بخيارات عديدة، فإما المنصب المنشود، وإما الزواج وبناء أسرة، وقلّما يجتمع الاثنان، لكن الملاحظ في المجتمع العربي مؤخرا، أن سيدات برتبة ماستر ودكتوراه، قد خلقن خيارا ثالثا، وهو التخصص في مهنة أو حرفة، تضمن لهن الاستقرار والدخل الوفير، وتبين أن الخياطة، الحلاقة، صناعة الحلويات.. واُخرى هي الأكثر إقبالا، حيث تتوجه آلاف المتخرجات من الجامعيات إلى انشاء مشاريع فردية مربحة، في الوقت نفسه، تضمن لهن التحكم في زمام أسرهن، والتفرغ لحياتهن الخاصة، بدكتوراه في العلوم الخاصة بالرجال، تقلن أنهن كن قوبلن بالاستهزاء من قبل المجتمع كلما ذكرت إحداهن مجال تخصصها.. وتقول إحداهن “فرضت علي مسؤولياتي كزوجة وأم، والبيئة المحافظة التي أقطنها، وكذا غياب المنصب الملائم لي، بأن أؤسس مشروعي في صناعة الحلويات والمعجنات ..”، واليوم احظى بمكانة اجتماعية مرموقة ، ويتودد إليها أصحاب المناصب وجميع الفئات الاجتماعية، لقبول طلبياتهم الكثيرة الخاصة بالأفراح والمناسبات.
-نعم، أسسن مشاريع بعيدة كل البعد عن مجال تخصصهن العلمي. بدل تضييع الوقت في البحث عن عمل، فهن يتقاضين في دوام واحد أحيانا ما يقارب أربعين ما تتقاضاه موظفة حكومية في شهر، و انقلبت الموازين، وأصبحت بعض الحرف الإنتاجية أكثر أهمية من الخدمات الإنسانية.