كتب_هداية السيد
في الآونة الأخيرة ، كانت هناك مناقشات أن الحكومة المصرية تدرس توسعة بحيرة ناصر ، إحدى أكبر البحيرات الصناعية في العالم ، والتي يقع معظمها في جنوب البلاد بنسبة 83٪ من إجمالي مساحة البحيرة بينما يقع أصغر مسطح مائي في السودان ويطلقون عليه اسم بحيرة النوبة، وتعتبر بحيرة ناصر الخزان المائي الوحيد الذي يمكن للبلاد الاعتماد عليه في حالة عدم وجود اتفاقية من شأنها تجنيب مصر العطش عند ملء البحيرة من سد النهضة الإثيوبي.
وبحيرة ناصر ، وهي خزان ضخم في جنوب مصر وشمال السودان ، يمكنها امتصاص الفيضانات بشكل كامل لمدة عامين ، ويتم تصريف كميات المياه من البحيرة حسب الاحتياجات المائية لجميع الأغراض والتي تصل إلى ذروتها أثناء زراعة الأرز ، وكذلك تغذية مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية للمحاصيل المختلفة ، وتشكلت بحيرة ناصر نتيجة تراكم المياه أمام السد العالي بعد بنائها في الفترة 1958 - 1970 بطول 500 كم ومساحتها حوالي 5250 كم مربع ، وبلغ عمقها 180 مترا بسعة تخزين إجمالية 162 مليار متر مكعب لتصبح أكبر بحيرة من صنع الإنسان في العالم وثاني أكبر بحيرة حسب المنطقة.
وتطلب إنشائها نقل معبد أبو سمبل وحوالي 18 موقعًا أثريًا في مصر ، وعلى الجانب السوداني ، تطلب ذلك نقل ميناء وادي حلفا النهري ، وكذلك المدينة التي تم نقلها إليها. في منطقة أعلى، كما نزح الآلاف من سكان النوبة من قراهم التي غرقت تحت البحيرة، وسميت البحيرة باسم ناصر ، نسبة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، لأنه كان صاحب فكرة بناء السد العالي.
ومؤخرا كشف الدكتور نادر نور الدين ، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة ، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك ، أنه تلقى دراسة علمية من الحكومة حول توسعة بحيرة ناصر ، من أجل تقييمها وتصحيحها، وقال نادر في مدونته: "تلقيت دراسة غريبة من الدولة ، كان علي أن أقوم بتقييمها وتصحيحها بشأن توسع بحيرة ناصر !!! أخبرتهم إذا كان ذلك ممكنًا ، فلماذا لم نفعل ذلك عندما تم بناء السد العالي وفعلنا ذلك داخل أرضنا فقط بدلاً من توسيعه إلى داخل السودان بطول 150 كم؟ !
وأضاف: "هذا خليج طبيعي لم يخلقه أحد مغمورًا بالمياه ، وبعض مناطق البحيرة تصل أعماقها إلى 140 مترًا ولا يمكن لأي كبش الوصول إليها"، وكان الدكتور نادر نور الدين قد كشف في تصريح سابق على موقع إندبندنت عربية ، أن مصر اقترحت على إثيوبيا في السيناريوهات المقترحة لسنوات لملء الخزان لمنحنا الوقت حتى فيضان غزير يأتي من خلاله يملأ خزان السد العالي بأقصى طاقته ويمتلئ السودان، وتحتوي خزانات السدود الثلاثة على روزيرس وسنار ومروي ، بحيث يمكن للبلدين الانسحاب منها عند ملء خزان سد النهضة لأول مرة دون معاناة ، لكن أديس أبابا لم تستجب رسميًا للاقتراح المصري. .
ورداً على سؤال حول مدى إمكانية الاعتماد على بحيرة ناصر لتجنب الجفاف في مصر ، أوضح أستاذ الموارد المائية: "من الممكن الاعتماد جزئياً على مخزون البحيرة من أجل فترة 3 سنوات فقط بكميات تتراوح من 5 إلى 10 مليار متر مكعب في السنة. وذكرت ان "الفيضان معتدل على الاقل وان نسبة الاستقطاع من مصر والسودان لا تتجاوز 15 مليار متر مكعب سنويا لان ذلك يعني ازالة 50 مليار متر مكعب خلال السنوات الثلاث، وإذا أزيل أكثر من ذلك فإن التوربينات الموجودة في السد العالي ستتعرض للإغلاق "، لأن منسوب المياه في البحيرة سيكون أقل من 148 متراً، وشدد على أن مصر "طلبت خلال المفاوضات الانتظار حتى ملء بحيرة السد العالي إلى مستوى 180 مترا ، من أجل إتاحة المزيد من المياه لسحبها لاحقا ، لكن إثيوبيا قامت بذلك. رفض الطلب المصري ".
وبحسب تصميم السد العالي فإن الحد الأقصى لمستوى المياه المحجوزة أمامه هو 183 مترًا ، وتبلغ الطاقة التخزينية للبحيرة عند هذا المستوى 169 مليار متر مكعب.