ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻘيقية.. من مدرسة الحياة


كتب_ نبيلة لعزيب

نبحث في أروقة هذه الحياة عمّا يسلينا عن همومها واحيانا نحاول فهم أشياء نعتبرها مسألة نريد أجوبة عليها لما تحمله من غموض في صور يومية تحير العقل ، حتى وإن كان الواحد منّا يزن الأمور بعقلانية لكن تبقى أشياء تستحق أن نبحث فيها والغوص فيها ونأخذ المغزى منها .
وهنا صورة لرﺟﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﻋﺎﻡ 1889ﻡ إستوقفت كثيرين جميع من رآها يحاول فهمها ، وهي تحكي عن ﺍﻟﻘﺰﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ ‏( ﺳﻤﻴﺮ‏) حيث ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ‏(ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ‏) . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺰﻡ ﺳﻤﻴﺮ ﻳﻌﺘﻤﺪ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﻘﻼﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻴﺮ ﻹﺭﺷﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻳﺮﻯ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﺸﻲ، ﻟﻘﺪ ﻛﻤﻼ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻭﻋﺎﻧﺪﺍ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‏( ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ‏) ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺑﻠﻐﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﻫﻞ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﻜﻨﺎﻥ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﻌﻤﻼﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤل في قص الحكايات بمعنى ‏ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺺ ‏ﻓﻲ
ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻪ ﻭﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻠﺒﻲ ‏( ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻕ ‏) في ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭﻳﺴﺘﻤﻊ
ﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺳﻤﻴﺮ .
ﺗﻮﻓﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻭﺑﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ ﻣﻴﺘﺎ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﺎ ﺩﻳﻨﻴﻬﻤﺎ ﺗﻌﺎﻳﺸﺎ ﻭﺃﺛﺒﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍنّ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨﻪ معتقده عرقه لونه فكره او فلسفته للحياة ، والتعايش بسلام رسالة إنسانية منتشرة حول العالم وتقبل الآخر أصبح ضرورة لأنّ من بساطة الاشياء تدفن افكار تكبر وتظهر مع الوقت لتبرز وتتضح وتكون عبارة عن سلوك إجتماعي قد البعض من تلك السلبيات الدفينة التي كانت في الماضي .
تصالحوا...تعايشوا...تحابوا...
كن إنساناً وكفى...