كتب_مصطفى عصام
تحدثنا فى الجزء الأول من مذبحة بورسعيد عن :
1-مبادرة التوائم للتهدئة وأشادة من النادى الأهلى
2-رفض تحرك أوتوبيسات النادى الأهلى
3-رشق بالحجارة للقطار الذي يحمل ألتراس أهلاوى من مدينة الزقازيق
4 -توقف القطار قبل بورسعيد بنحو 30 متر بأمر من الشرطة العسكرية
5-أستقبال سئ لجماهير النادى الأهلى وتسهيل دخول الأسلحة البيضاء
6-ضرب بالشماريخ على لاعبى النادى الأهلى أثناء الإحماء
7-نزول لجماهير النادى المصرى البورسعيدي إلى الملعب بين الشوطين.
8-تجاهل الحكم فهيم عمر ما حدث وقرر أستكمال المباراة
سوف نتحدث فى هذا الجزء عن المذبحة ، فى الدقيقة 71 فوجئ الحاكم العسكرى خارج الإستاد بهجوم تشكيل مسلح مكون من 200 فرد تقريبا على الإستاد من الخارج لكن تم التعامل بواسطة القوات التى تتواجد خارج الإستاد والسؤال هنا : لماذا لم يخطر الحاكم العسكرى الجهات المتواجدة فى الداخل بوجود هجوم مسلح حدث بالخارج ؟ .
وكثرت الاعتداءات من قبل جماهير بورسعيد على دكة بدلاء النادى الأهلى ، وأصيب مانويل جوزيه فى رأسه بسبب قذف زجاجات مياه من جانب مدرجات المصرى البورسعيدى ، وتوجه إلى حكم المباراة فهيم عمر والذى تجاهل كل هذا ، وإيضا لم يتدخل الأمن لحل الأزمة .
فى الدقيقة 75 قام يوسف حمادة بالخروج من المدرجات لأمر ما ، وفى الدقيقة 80 قام العقيد محمد سعد والمسئول عن تأمين مدرج النادى الأهلى بغلق بوابات مدرج الأهلى دون أن يطلب منه اللواء محمد فتحى حكمدار بورسعيد فعل هذا ، والمريب هنا أن التشكيلات الأمنية الموجودة أمام مدرج الأهلى أختفت من أمامها ، وهذا أثار الجدل والتساؤلات.
(الملعب تحول لسوق عكاظ) هذه هى الجملة التى قالها المعلق الرياضى الكابتن أحمد شوبير معلق مباراة الأهلى والمصرى والذى قالها بعدما أطلق فهيم عمر حكم المباراة صفارة نهاية المباراة معلنا فوز المصرى البورسعيدي ب 3 أهداف مقابل هدف وحيد للنادى الأهلى ، حيث أنطلق مجرمين وبلطجية جماهير المصرى البورسعيدى بأقصى سرعة ناحية لاعبى النادى الأهلى والذين فروا بسرعة بفضل لياقتهم البدنية ، كل هذا حدث والأمن لا يتدخل لإيقاف ما حدث ووقف مشاهدا كأنه لم ياخذ أوامر بعدم التدخل .
وكاد مدير الكرة بالنادى الأهلى سيد عبد الحفيظ أن يلقى حتفه ، لولا تدخل إبراهيم حسن والذى حماه بجسده ، وتعرض شريف أكرامى لإصابة قوية فى وجهه وكاد أيضا أن يلقى حتفه لولا تدخل لاعبى المصرى البورسعيدى والقيام بانقاذه .
وأصبح الطريق مفتوح أمام بلطجية جماهير المصرى البورسعيدى وذلك بعد أختفاء التشكيلات الأمنية من أمام مدرج الأهلى وإغلاق بوابات مدرجاته ، وأغلقت أنوار أستاد بورسعيد ، وكان بلطجية جماهير المصرى البورسعيدى يحملوا عصى منارة بالضوء الأخضر للأنارة لهم .
وتحول الملعب إلى ساحة قتل وسط رغبة فى قتل وتدمير كل ما أهلاوى فى هذا الملعب ، وفى ظل هذه الأزمة، أختفى المدير الفنى للنادى الأهلى مانويل جوزيه ولم يتمكن من اللحاق بفرقته فى غرفة خلع الملابس ، وسرت شائعة بأنه قد تم أختطافه بواسطة بلطجية جماهير المصرى البورسعيدى ، ولكن ساهم كامل أبو على رئيس مجلس إدارة النادى المصرى البورسعيدى فى أنقاذه .
وكشف اللحام الحديث لبوابات مدرج الأهلى أن هناك مؤامرة للإجهاز على جماهير الأهلى لا سيما من الألتراس ، حيث كان يتم قتلهم بأبشع الطرق أما بالخنق أو الطعن بالسكاكين والمطاوى والسيوف ، بل والأكثر بشاعة أنهم كانوا يلقون بالضحايا قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة من أرتفاع يصل إلى 10 متر .
وقام لاعبين النادى الأهلى والجهاز الفنى بأستغاثات عبر القنوات التليفزيونية وذلك فى محاولة لإجلاء المشجعين على وجه السرعة وسط حالة من الانهيار والصدمة لما حدث.
وتحولت غرفة خلع الملابس إلى مشرحة بعد زيادة عدد الضحايا وسقط عدد كبير منهم بين إيدى اللاعبين والذين قاموا بتلقينهم الشهادة قبل الوفاة ، كل هذا يحدث والأمن لا يتدخل لإيقاف ما حدث ووقف مشاهدا وكان من بينهم ظابط قام بكل برود وبجاحة بتصوير كل ما يحدث بكاميرا الموبايل الخاصة به ، وإيضا غاب مدير أمن بورسعيد ومحافظها والقيادات الأمنية.
وأستشهد 72 من خيرة شباب ألتراس أهلاوى ، وعلى الجانب الآخر فى أستاد القاهرة عقب أنتهاء الشوط الأول لمباراة الزمالك والإسماعيلي بالتعادل 2/2 ، وعندما وصلت أخبار المذبحة وبعد التأكد من وقوع عدد كبير من الضحايا ، قرر الجهازان الفنيين إلغاء المباراة ووقف الجميع دقيقة حداد على أرواح الشهداء.
وبعد خراب مالطة ، وبعدما قتل خيرة الشباب ، قام المجلس العسكرى بقيادة محمد حسين طنطاوى بإرسال طائرتين حربيتين إلى بورسعيد لإجلاء لاعبى النادى الأهلى والجماهير الذين نجوا بأعجوبة ، وقدم التوائم حسام وإبراهيم حسن ورئيس مجلس إدارة النادى المصرى البورسعيدى كامل أبو على وأعضاء مجلس الإدارة باستقالتهم أحتجاجا على ما حدث.
وفى ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس قام محمد حسين طنطاوى بإستقبال لاعبى الأهلى ، وأجتمع معهم فى حضور رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى حسن حمدى ، وأكد أنه أعطى أمره بالقبض على المجرمين باقصى سرعة .
وفى صباح يوم الخميس خرجت جموع غفيرة من أهالى جماهير وشهداء النادى الأهلى إلى محطة مصر لأنتظار قطار بورسعيد الذى يحمل بعض الناجين والضحايا وتوجهت مسيرة من النادى الأهلى شارك فيها الآلاف مطالبين بالقصاص من القتلة.
وقرر رئيس أتحاد الكرة الأسبق سمير زاهر بإيقاف الدورى المصرى الممتاز حتى تهدى الأمور وتستقر ويتم أستنئاف الدورى ، فرفض النادى الأهلى استنئاف الدورى وتضامن معه النوادى باكملها .
وقام وفد من النيابة العامة والطب الشرعى على رأسه النائب العام عبد المجيد محمود بالذهاب إلى مسرح الجريمة للوقوف على ملابسات الجريمة.
ونختم الجزء الثانى بهذه الكلمات : ( أن المدبر الأصلى لهذه المذبحة البشعة ظل حرا طليقا لا يحاسب ولا يحاكم )ولكن
من هو؟
هذا ما سنعرفه فى الجزء الثالث.