برامج المقالب فى رمضان



بقلم _هند الطوخى


ارتبط رمضان في أذهاننا ببعض الأعمال الدرامية والتليفزيونية القديمة التي كنا ننتظرها كل عام بمجرد حلول الشهر الكريم، حيث نلتف حول التلفاز لمشاهدتها، لا سيما البرامج الطريفة التي ترسم البسمة على الوجوه، وتتعالى معها الضحكات، مثل برنامج "الكاميرا الخفية" الذي ظل لعدة سنوات طقسا من طقوس رمضان في التليفزيون.

ومع مرور الأيام والسنوات تبدل الحال، وحلت برامج المقالب بديلة للبرامج الطريفة، حيث يحاول القائمون على هذه الصناعة جلب أكبر عدد من المشاهدين، الذين يكتشفون أن مقدمي هذه البرامج والضيوف على علم مسبق بتفاصيل المقلب، فالجميع يمثل، والمشاهد ربما يمثل الضحك أيضا.


وبعيدا عن أجواء التمثيل الواضح في هذه البرامج، حيث يسعى الضيف للحصول على المال جراء ظهوره في الحلقة، ويحاول مقدم البرنامج السخرية منه"لأنه دافع له"، يبقى هناك جانبا كارثيا وهو نشر ثقافة العنف وظهور وصلات الردح.


وبالرغم من حالة الرفض الشديد من المواطنين لهذه البرامج التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، إلا أنها تظهر في كل عام ويتم الترويج لها بشكل كبير.


والملفت في الأمر، أن هذا العام انطلقت صرخات قوية من المواطنين للمطالبة بوقف هذه البرامج التي ترسخ لصفحات الحوادث، حيث وصلت هذه المطالبات للمسئولين،لان هذه البرامج تحمل الكثير من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف والتلذذ بالآلام التى يسببها للآخرين، فضلا عن وجود تهديدات على الصحة النفسية للطفل، حيث أن الطفل يميل إلى تعلم سلوكياته بتقليد ما يراه من هذه البرامج مما يؤثر بالسلب على الصحه النفسيه لدي الطفل..


لذا علموا أولادنا وأطفالنا ما يفيدهم، وقدموا ما "ينفع الناس ويمكث في الأرض"، فلا تجعلوا الحصول على المال وسيلة لقتل البراءة وترسيخ العنف لدى الصغار وتشويه مجتعمنا، استقيموا يرحمكم الله.