كتب _مصطفى عصام
عندما نقرأ سورة الأعراف سوف نتوقف عند أول سورة الأعراف والتي قال فيها الله سبحانه وتعالى ((الٓمٓصٓ)) .
ففى هذه الآية الكريمة فصل بين كل حرف ، فنقراها ((ألف)) ثم نسكت و((اللام)) ثم نسكت و((الميم )) ثم نسكت و((الصاد))،وهنا حروف خرقت القاعدة لحكمة من الله سبحانه وتعالى، لأن هذه الحروف هى حروف مقطعة مثل: ((الم ، حم ،طه،يس،ص،ق)) ، وكلها مبنية على السكون،مما يدل على أن هذه الحروف ، وإن خيل لنا أنها كلمة واحدة ، لكن لكل حرف منها مستقل عند الله .
والنبي -صلي الله عليه وسلم- قال فى حديثه الشريف: ((مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها ، لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ))
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : الألباني
وهنا يشير النبى الأمين -صلي الله عليه وسلم- أشار إلي أن هذه الحروف أستقلالية، ولا تكون كذلك إلا إذا كانت لها فائدة بحسن السكون والوقوف عليها، فهمها من فهمها وتعبد بها من تعبد بها ، وكل قارى للقرآن الكريم يأخذ ثوابه بكل حرف ، فلو أن قارئا قال : ((أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَيْطَانِ الرَجِيمِ)) ، ونطق بعد ذلك بحرف أو بأكثر ، فهو قد أخذ بكل حرف حسنة، وحين نقرأ بعضا من فواتح السور، نجد أن سورة البقرة تبدأ بقول الحق: ((الٓمٓ)) ونقرأ فى أول سورة الأعراف ((الٓمٓصٓ)) وهى حروف مقطعة نطقت بالأسكان، وبالفصل بين كل حرف وحرف ويلاحظ فيها أيضا أنها لم تقرأ مسميات، وأنما قرئت أسماء، ما معنى مسميات وما معنى أسماء.
ذهب بعض العلماء أن الاسم هو عين المسمى، واستدلوا بقوله تعالى:
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
وبقوله تعالى:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
لأن التسبيح لله تعالى فيكون المعنى سبح ربك، وذهب آخرون إلى أن الاسم ليس هو عين المسمى ولا غير المسمى، ولعل الراجح أن الاسم غير المسمى، ورجح ذلك ابن القيم في بدائع الفوائد، لأن المسمى من الخلق يولد قبل أن يكون له اسم ثم يسميه أهله، وقد يكون له اسمان أو أكثر، وقد يُغير اسمه بعد أن يكون كبيرًا، ولأن الاسم إنما جعل ليتميز به عن غيره، ولذلك يقولون إن الاسم مشتق من السمة، أي الوسم الذي تعرف به الدابة فيكون علامة عليها، فالاسم جعل علامة يعرف بها عين المسمى.
كما قال ابن مالك في الألفية:
اســم يعـين المسمـى مطلـقًا
علمـــه كجـعفر وخرنقًــا
وقــــرن وعـدن ولاحــق
وشــذقم وهيلـــة وواشـق.
ولأنه قد يكون اسم جنس، كرجل وامرأة وناقة وجمل، وقد يكون اسم عين، كإبراهيم وإسماعيل ولأن كثيرًا من الأشخاص قد يشتركون في الاسم واسم الأب، فدل ذلك على أن الأسماء جعلت أعلامًا تميز ذلك المسمى عن غيره.
فلنقرأ سورة الأعراف ونتدبر معانيها