كتب_خالد مرسي
حوارنا مع "منة الشرقاوي" صاحبة الخمسة عشر عاماً و أصغر كاتبة في معرض كتاب 2020، مؤلفة رواية "للحن قتل" فازت بالمركز الأول في مسابقة "فكر و ابتكر" على مستوى إدارة الهرم، واقتنصت لقب مسابقة "القصة القصيرة" على مستوى الشرق الأوسط، وفازت بمسابقة دار اسكرايب للنشر والتوزيع التي أصدرت لها روايتها الأولى، ولم يتوقف الإبداع عند هذا الحد، منة تمارس الرسم وتعزف الأورج وتصنع إكسسوارات كالحلقان والأعقاد، منة الشرقاوي صرخة في وجة "الجهل" وحدوتة مصرية جميلة، تحدثنا مع ضيفتنا في العديد من المحاور فإلي الحوار :-
_"إذا طلبت "تعريف لرواية" للقتل لحن" ماذا تقولين"؟
" رواية تتحدث حول النوازع الإنسانية بالنفس بطريقة معاصرة و أضفت إليها عنصر الإثارة و التشويق، تدور القصة حول رحلة سفر ثم جريمة بشعة مبهمة الأسباب، الرواية صغيرة لكنها تحمل مشاعر كثيرة و مواقف متعددة، تهدف إلى جعل القارئ يفكر بإيجابية و التريث في أخذ القرارات، الرواية مترابطة و أحداثها تتصاعد عند البدء في القراءة لن يستطيع القارئ أن يتوقف حتي النهاية لتتبين الصورة أمام ذهنه كاملة" .
_كيف بدأت قصتك مع الكتابة وكيف أكتشفتي موهبتك؟
بدأت عندما كنت في الثامنة من عمري، كنت أحب الخيال و القصص فبدأت أكتب المشاهد التي أتخيلها و ربما بدأت كتابة قبل أن أقرأ فكونت أسلوبي الخاص ثم بدأت بالتعديل عند البدء بالقراءة، وأعتقد أنها صدفة عندما بدأت بكتابة الخواطر و القصص و نشرها إلكترونياً فتجاوب الكثير معها .
_كيف كانت الأجواء والكواليس في معرض الكتاب ، هل كانت "النظرات" كلها تحمل إعجاب وانبهار؟
كانت الأجواء مبهجة و تحمل الكثير من البهجة، فالتجربة الأولى دائماً تكون الأكثر تأثيراً و تظل محفورة في ذهن الشخص، كانت النظرات بها فخر و انبهار كبير.
_ما رأيك في أبناء جيلك ليس فقط من" يمارس الكتابة" بل جيل اليوم عموماً؟
كل شخص منا يمتلك موهبة ما تميزه، ربما لم يكتشفها بعد و ربما يلاحظها من حوله و ربما بدأ بتنميتها، فالجيل جيد لكنه يحتاج إلى التوعية فالمشكلة هي إهدار الوقت و عدم وجود الدعم، لذا أتمنى من الأهالي و الأصدقاء أن يدعموا من حولهم .
_من أين إكتسبتي الثقافة وأن كان هناك شخص له فضل في تكوين تركيبة منة الشرقاوي سواء الأدبية أو الشخصية من يكون ؟
أغلبها من الكتب و أحياناً الأفلام و المقالات على الإنترنت، قديماً كان الوصول للمعلومات صعب يحتاج إلى مراجع و بحث عميق و سؤال المختصص، الأن الإنترنت بوسعه أن يجعلك تصل للمعلومات بسهولة و أن تتواصل مع مختصين أيضاً، فهو مخرج جديد للجيل يجعله يكتسب خبرات في الحياة و ربما بمواقف لم تحدث له ليتعامل معها، الفضل الأكبر لأهلي على الدعم و الفضل للمواقف السيئة التي تجعل منك أقوى و تتحدي نفسك للوصول إلى النجاح .
_برأيك هل جيل اليوم محظوظ بالسويشيال ميديا والنشر الإلكتروني والأعلام الرقمي أم أن الأمور ليست كما تبدو ولها جانب مظلم وسلبي؟
الإنترنت سلاح ذو حدين، كما هو متعارف عليه الآن أن الأهالي غاضبة من الإنترنت لأنه يهدر الوقت و يقلل من التواصل الحقيقي علي أرض الواقع، و على الجانب الآخر فهو به كنز من المعلومات و اللغات و الكورسات التي تنمي المواهب و الثقافة و تعطي للشخص رجاحة العقل و يكتسب منها الخبرات، جميع الأشياء تمتلك الجانبين و على الشخص الأختيار ماذا يفعل عندما يتصفح الإنترنت .
_لمن تقرأين ومن هو الروائي المفضل لديكي، وما هو الكتاب أو الرواية التي تركت أثراً في وجدانك؟
كل كاتب أو روائي له أسلوب و له أفكار محددة يقدمها، فهناك كاتب لدية لغة قوية و آخر فكرة مختلفة و هكذا .. فكل منا يقدم ما لديه و يترك بصمته، فكل رواية تركت بي أثراً يختلف عمن قبلها .
_ماهي الرواية الناجحة من وجهة نظرك، وهل المبيعات معياراً ودليلاً علي جودة العمل؟
الرواية الناجحة هي التي تجعل القارئ عندما ينتهي منها يشعر أن شيئاً ما تغير بداخله أو انها أخذت جزءاً منه بين ثناياها، التي بها هدف أو مناقشة لقضايا معاصرة بطرق جديدة و التي لا تلتمس فيها الركاكة في التعبير أو الأفكار .. لا أعتقد أن مقياس النجاح يشترط بالمبيعات فهذا الجزء يتمحور حول التسويق ليس الكل يمتلك مهارة التسويق لأعماله، الدليل على جودة العمل هي مراجعاته من القراء ولا أعني هنا المجاملات من الأقارب و الأصحاب فالنقد البناء هو الذي يبني الكاتب و أعماله و يجعله أقوى .
ما هي نصيحتك لجيل اليوم؟
النصيحة هي أن يحاول الجميع جعل ساعة باليوم فقط من أجل اكتشاف ذاته و تطويرها ، سيفيده كثيراً فيما بعد و لن يشغله هذا عن حياته المهنية أو الدراسية.
ماذا "تتطلب" و"تتوقع" و"تتمني" منة الشرقاوي من "نفسها" في المستقبل؟
أطلب من منة الشرقاوي أن تحارب كل شئ للوصول إلى هدفها .. و أتوقع أنني بيوم ما سأكون أكثر من كاتبة و أنشر الوعي الثقافي لدي الجيل، أوجههم إلى أهدافهم و اكتشاف ذاتهم، و أجعل الجيل يكتب ! .. أتمني أن أكون قدوة أو أن الهم أحدهم علي تحقيق حلمه أو أشجع أحداً كاد يفقد الأمل، وأن تلمس كتاباتي قلب أحدهم و تصل أفكاري إلى الناس، وأن أغرس حب النفس لدى الجميع .