كتب_خالد مرسي
"مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك" أو سيادة المستشار صاحب الأطلالة الجريئة والصوت الشجاع أو حضرة المشجع الزملكاوي المتعصب أو أبن البلد الذي نشأ وترعرع في روض الفرج كما يحب هو أن يصف نفسه ، ربما رئاسة نادي الزمالك ليست أهم إنجازات مرتضي منصور ولكن هي من صنعت شهرته وشعبيته، و بدون شك إستطاع المستشار المثير للجدل أن يفرض نفسه على مجتمعنا كشخصية عامة، سواء في صورة المحامي الشهير، أو في هيئته الأكثر بريقا، كرئيس لأحد أعرق الأندية المصرية والعربية .
وهناك حقيقة لابد أن نتعرف بها وهي أن الزمالك في عهد مرتضى منصور، إستطاع العودة مرة أخرى إلى منصات التتويج، وشهد النادي الإجتماعي في عهدة طفرة إنشائيه لا مثيل لها، بالإضافة إلى إرتفاع القيمة التسويقية لفريق كرة القدم، ولعل أهم إنجازات مرتضي منصور كرئيس للزمالك هو إنشاء قناة الزمالك التي بدأت بالفعل في الظهور على الساحة الأعلامية الرياضية، مرتضي منصور هو من يصنع الحدث وهو أيضا من يهدمة، كما وأنه مصاب بمتلازمة فركنشتاين ذلك الوحش الذي إلتهم صانعه .
في صيف ٢٠١٤ إستطاع مرتضى أن يصنع فريق كرة قدم قوي بقيادة المدرب المحنك فيريرا، إقتنص الزمالك وقتها ثنائية الكأس والدوري بعد غياب ١١ عام، ولكن على غير المتوقع قرر مرتضي إيقاف مسيرة ذلك الفريق وإحباط تلك التجربة الناجحة بإقالة المدير الفني وأعارة نجوم الفريق، وبذلك أنهي مرتضي تلك القصة الزملكاوي الجميلة التي كتب هو نفسه بدايتها ونهايتها .
وفي صيف العام الماضي قرر مرتضي منصور، أن يكرر تلك التجربة مرة أخري، وإستطاع تدعيم فريق كرة القدم بعناصر رائعة وتعين مدير فني مميز ، وبالفعل نجح مرتضي في صناعة الحدث مرة أخرى، بعد أن حقق الفريق ثنائية الكأس والكنفدرالية الإفريقية ، ولكن كعادته قرر أنهاء الأمر بفرمان ينص على إقالة المدرب والدخول في صراعات مع بعض اللاعبين كانت نتيجتها في النهاية هروب الثنائي كهربا وحمدي النقاز بعد أن كانوا من ركائز الفريق .
هنا تكمن المعضلة، مرتضى منصور هو الداء والدواء، هو المعمر والمخرب هو المصلح والمفسد ، هو مصدر القوة ونقطة الضعف، هو يشبة كثيرا لمن شيد قلعة رملية مبهرة وجاءت الأمواج فجرفتها ، وكأن الأنجازات والأضواء التي صنعها قد إلتهمتة ، كما إلتهم فركنشتاين صانعه.