كتب_سلمى محمود
عندما تمتزج الرجولة بالطفولة فلن تجد الأنانية المفرطة ولن تجد الطفل يظن أنه أهم شخصية فى الوجود .
فى إحدى الزاويا يفترش طفل عمره 11 عام سلم مترو محطة جامعة القاهرة باحثا عن لقمة عيش ورزقا يمنحنه مالا يصرف منه على أخوته ليمنحهم قبلة الحياة يرسم لوحاته الفنية مقابل القليل من المال مع بيع المناديل الورقية يوميا وفى نفس المكان الذى لا يفارقه معاذ أحمد شعبان الرسام إلا للذهاب لبيته لرعاية أشقائه منذ سنوات ، وبإبتسامة صغيرة يقول: "كنت آتي مع جدتي هنا يوميًا، ونجلس سويًا، هي تبيع مناديل وأنا أرسم، لكنها فارقتني بسبب المرض ، وأصبحت أجلس وحدي .
و أكتشف الفنان الصغير موهبته وهو في الرابعة من عمره، عندما كان يرسم مثلثات ثم فوانيس، إلى أن أصبح يرسم الأشخاص الواقفين أمامه في أقل من نصف ساعة وفي لفتة إنسانية ، قال: "طلب مني أحد الأشخاص أن يعطيني يومية، وأن أترك مكاني ، لأني أحب الرسم ومصر عليه ، و رغم الظروف الصعبة، وأنا أنفق على إخوتي وجدتي " .
ربما كانت الظروف السيئة هي ما أبتلعت موهبة الصغير، وجعلته غير قادر على تنميتها ، أب وأم منفصلين، وظروف أسرية ومادية صعبة ورغم ذلك لم يمل يومًا من البحث عن عمل تقدر عليه يديه الصغيرتين ، وبإبتسامة يملؤها التحدي، أنهى "معاذ" كلماته قائلًا: "أيام الدراسة أخرج من المدرسة، ثم آتي إلى هذا المكان، وأعود للمدرسة وهكذا، ثم أذهب إلى المنزل في آذان العشاء لإستكمال واجباتي، أتمنى من الله أن أجد من يقدر موهبتي ويساعدني على تنميتها".