كتب_خالد مرسي
"ضيفنا هو" سعيد شحاتة" موظف صغير وكاتب كبير، تولي رئاسة نادي أدب مطوبس لفترة، ثم ترك مكتبه في مطوبس وهبط إلى النجوع والقرى في فاعليات ضمت الشعر والغناء والرقص، شحاتة يصفة جيل اليوم بأنه الأب الروحي لكل موهبة صاعدة.. ضيفنا أجاب على العديد من المحاور فألى الحوار :-
_بداية نرحب بيك ، في نظرك ما هو الشعر وماذا يمثل لك الشعر ؟
أهلاً بيكم وكل سنة و أنتم وكل أحبائكم بألف خير ، الشعر أحلى عيار يصيب القلب ، هذا هو الشعر من وجهة نظري ، ملكوت يشبه الطلقة الملائكية التي إذا إقتحمت قلب الإنسان حولته لقلب ملائكي ، الشعر حياة، مدد، نهر لبلّ ريق العطشى ، يمثلني وأمثله ، يكونني وأكونه ، يعيد ترتيبي وأعيد هيكلته ، يصيغني كما يريد هو ، لا كما أردت ، الشعر لا يعرف يا صديقي ، لأنه أسمى من أن يدرك .
_ما رأيك في نشاط قصور الثقافة والصالونات الأدبية ؟
مشاكل قصور الثقافة كثيرة، أبسطها أن القائمين عليها يجب أن يركزوا على مفهوم الثقافة الجماهيرية ويقرأوا معانية جيدًا قبل فعل أي شيء أو إتخاذ أي قرار من شأنه الإضرار بالواقع الثقافي المصري ، الهيئة نموذج يجب أن يفعل ، وأرى أن الكاتب والفنان في مثل هذه المؤسسة يحتاج أن يعامل ككاتب وكفنان لا كموظف .
_ماذا تقصد بتصريحك أن معركة الثقافة لا يمكن تدار بكيلو فسيخ؟؟
الثقافة لا يمكن أن تقبل الرشاوى ، ولا يصح أن يكون المثقف على هذه الشاكلة ، فالشاعر الذي يتزلف لموظف من أجل نشر عمل أو الحصول على حق غيره هذا لا يمكن أن يكون إلا متملقًا، ولا يرتقي لدرجة مثقف أو أديب أو مبدع ، لأنها ألفاظ تحتاج إلى سمو لا إلى نفاق ورياء ومداهنة .
_هل توافق على مقولة أن شعر العامية أضعف من الشعر الفصحى؟
لا ، كله شعر، وكلهم شعراء، وكل له قوانينه وقواعده، وفتنة الفصحى والعامية لا يشعلها إلا مرتزقة لا نعلم لهم أصلاً أو فصلاً أو مصدر تمويل إلى الآن ، من يمكنه أن ينفي عن فؤاد حداد أو صلاح جاهين أو فؤاد قاعود أو الأبنودي أو نجم شاعريتهم، ومن يجرؤ على التقليل من شأن مشاريعهم الإبداعية ؟ هذا كلام لا يصح ولا يجوز ولا محل له من الإعراب .
_كم ديوان تمتلك وما هو أقرب ديوان وقصيده لقلبك؟
ثمانية دواوين وأقربهم لقلبي دواويني الأولى، خاصة (كلام أخضر)
_هل يمكن أن يوظف الشعر سياسيا؟؟
لا ، الشاعر شاعر، وكل ما يكتبه إما أن يوضع في ميزانه فيرجح كفة شاعريته أو يؤخذ عليه ، لذا على الشاعر الذي يكتب في أي مجال أن يراعي أنه يكتب شعر ، لا منشورات .
_كيف تري مستقبل شعر العامية السنوات القادمة ؟
مستقبل مكتظ بالشعراء ، لكن المميز منهم سيكون نادرًا .
لماذا مازلت محتفظ بلهجة الريف رغم أنك مقيم في القاهرة منذ سنوات ؟
لأنها تمثلني ، وتمثل أمي التي لا تفهم غيرها ، أنا أتحدث لأهل قريتي الصيادين البسطاء ، وهم يعشقون من يتحدث بهم ولهم وعنهم ، ويمقتون التعالي .
_ما هي طقوسك الخاصة عندما تبدأ في الكتابة ؟
من قال إن للكتابة طقوسًا ؟ الكتابة متاحة أينما كان مناخها، فلا يمكن لشاعر أن يقول إنه لا يجيد الكتابة إلا إذا إرتدى الزيّ الرسمي لها، هذا ليس منطق كتابة شعر على الإطلاق، ولا يمكن لشاعر أن يقول إن الكتابة لا تجيء إلا بعد أكل السبانخ وإقتحام المطابخ، ولا يمكن لشاعر أن يدعي كذبًا أنه لا يجيد الكتابة إلا أمام حديقة ست الحسن، الكتابة ليس لها وقت كي يكون لها طقس، ولا تحتاج إلى إستعداد كي يجهّز الشاعر عدة .
_لو لم تكن شاعر ماذا كنت تتمني أن تكون؟
شاعر .
_ما هي كلمتك لجيل اليوم ؟
كونوا أنفسكم ، عبروا عن تجاربكم الشخصية، أكتبوا حياتكم ، وإقرأوها بلغتها الأم لا بلغة أخرى ، التقليد لا يخلق شاعرًا كبيرًا ، ولا يترك بصمة، إنما يترك مقلد لمشروع كبير لا يمت له بصلة ، اقرأوا كثيرًا ، اكتبوا في كل شيء ، التجريب يساوي الحياة .
هل تري أن وسط الشعر خالي من الشوائب أم أن حاله كحال باقي المجالات لا يخلو من الواسطة والمحسوبية؟
مزدحم بالشوائب، ومعظمه يدار بالواسطة والمحسوبية والفسيخ كمان ، رغم أنني أرى أن معركة الثقافة لا يمكن أن تدار بكيلو فسيخ أو كيلو هريسة ، أو كنافة بايتة ، عيباً عليهم .