كتب_خالد مرسي
في الفترة الأخيرة أصبحنا نقرأ أخبار عن إنتحار الشباب بشكل متكرر ، كانت ردود الفعل متفاوتة ومختلفة ومتباينة فهناك من تألم كثيرا وتعاطف مع هؤلاء الشباب ، وهناك من أتهم هؤلاء الشباب بأنهم أشخاص فاشلين وضعفاء الإيمان .
وهناك من أعتبر أن المنتحر في حقيقة الأمر مجرد ضحية ، و كثيرون لم يهتموا حيال الأمر وإعتبروا تلك الأخبار كاذبة ، وفريق آخر إنشغل في جدلية أن كان المنتحر كافر أم لا .
وبعيدا عن هذا الضجيج هناك حقيقة لابد أن نتعرف بها وهي أننا مجتمع منتحر ! نعم نحن جميعا منتحرون ، ننتحر ببطئ نموت بشكل غير واعي .
فأنت إنتحرت أول مرة عندما قررت أن تتخلى عن تلك الفتاة التي كنت تواعدها حين كنت مراهق وتزوجت زواج تقليدي ، وإنتحرت أيضا عندما قررت الألتحاق بالجامعة وأنت لا ترغب بها ولا ترغب في ذلك التخصص الذي التحقت به لمجرد الحصول على شهادة أنت تعلم جيدا أنها عديمة النفع ، إنتحرت أيضا عندما قررت السفر بعيدا عن وطنك بحثا عن بعض المال ، إنتحرت أيضا عندما تنازلت وإنسحبت في ذلك الحوار الهامشي بينك وبين أحد الاصدقاء المتشددين بأفكارهم .
والحقيقه الأخرى أننا كمجتمع إنتحرنا جميعا عندما قررنا أن نتخلي عن العرف والعادات والتقاليد التي تربينا عليها ، عندما أردنا أن نرتدي الثوب الغربي وأن نبتعد عن الطين الشرقي الأصيل ، لقد إنتحرنا كثيرا ولكن مازلنا أحياء .