"نكز يجعلني على قيد الحياة "




كتب_خالد مرسي

الأمور كانت على ما يرام والحياة كانت تسير في الإتجاه الصحيح كل الثوابت الطبيعية كما هي ، لا يوجد ثمة إختلاف ،
الهدوء ، الطمأنينة ، الشعور بالإرتياحية هو المسيطر .
الشمس تظهر علينا من نفس الزاوية الشرقية للكون وتبدأ في إختفائها من نفس النقطة الغربية التي إعتدناها .
وما زالت المياة في البحار والمحيطات تمارس عملية المد والجزر ، ويبقى كل شئ كما هو .
حتي ذلك الصبي البائس ما زال  يتصفح هاتفه الخلوي ويتطلع على صفتحه الإلكترونية ويمارس عاداته اليومية في التعليق على منشورات الأصدقاء وتفحص الإشعارات بحثاُ عن أعجاب يحمل شكل "قلب " فذلك يمثل له الكثير لدرجة أن حالتة المزاجية أصبحت مرتبطة بعدد الأعجابات التي تجمعها منشوراته .

حتي جاءت الصدمة بذلك الأشعار الذي ينص على (توقف الخادم ) إنتفض ذلك شاب خوفاً وهرول وأخرج هاتفه الخلوي وبكل إخلاص وأمانة أتصل على أعز أصدقائه ، وبلهجة سريعة  ""أين أنت يا صديقي ، هل علمت ما حدث ، أنقذني أرجوك ، نحن ننهار ، والكل هنا يبحث عن النكز ، العالم الإفتراضي قامت ساعته يا صاح "تلك هي كلمات الصديق المخلص لصديقه الأفتراضي" .

وفي جانب آخر من المشهد أرتفعت الأصوات في الدردشات الخاصة الكل يستغيث ، رجاء النكز ... رجاء النكز .. رجاء النكز .. تكررت كثيرا وكثيرا .

حتي ظهر علينا "مارك" مؤسس الفيسبوك  في بيان رسمي ليطمئن شعبه القلق ، التف الجميع أمام كلمات مارك في  المقاهي والشوراع والمنازل ، الكل يتابع و يترقب و ينتظر الخبر اليقين .
بدأ مارك حديثة فقال (( لا تنزعجوا يا شعب الفيسبوك أنها محض مزحه أنها إختبار .. كنت أريد فقط معرفة مدى أهمية إختراعي الملعون لديكم (الفيس بوك ) .

 كنت أريد فقط إرهابكم  وإفتعال تلك الحالة من القلق والذعر كنت أريد فقط أن أزرع بعض الضغوط النفسية اللاشعورية في أنفسكم  أشكركم جميعاً على إضاعة وقتكم أشكركم جزيل الشكر على إمدادي بتلك المعلومات الرائعة فأنا في الحقيقة كنت أبحث مع فريق العمل إضافة رسوم على إستخدام الفيس بوك ، وإكتشفت في الأخير أنكم على أتم الأستعداد على دفعها  بلا تردد فالفيسبوك أصبح جزء من حياتكم ""

تلك كانت كلمات مارك ، رئيس جمهورية العالم الأفتراضي وبذلك ، إنتهت الأزمة وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي عادت الطمأنينة وعاد الهدوء ، وعاد مجددا  ذلك الشاب المسكين  ليمارس حياته البائسة من جديد بكل تفائل ونشاط .