اللواء الدكتور /مصطفي هدهود يكتب"السيسى وعدم إنكار دور الآخرين "
أعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء إفتتاحه لبعض المشروعات الإنتاجية والخدمية فى جنوب سيناء الأسبوع الماضى بوجود دولة تخطط وليس هو كشخص وأوضح سيادته بأن الخطة القومية للطرق والمجتمعات العمرانية موجودة فى الدولة قبل توليه المسئولية واعترافه بما قام به من سبقوه . ويبث هذا الحديث روح عدم إنكار دور الآخرين وأن الدولة يتم تنميتها وتطويرها من خلال الأجيال المتعاقبة وبالفعل فإن مشروع الطريق الدائرى الإقليمى بدأ منذ عهد مبارك وتوقف العمل فيه مع أحداث 25 يناير 2011 عند تقاطعه مع طريق بلبيس القاهرة الصحراوى وعدم إستكمال القوس الشمالى والغربى ولكن بإصرار وعزيمة الرئيس عبد الفتاح السيسى تم التركيز منذ عام 2015 فى إنهاء القوس الشمالى من بلبيس حتى التقاطع مع طريق القاهرة إسكندرية الصحراوى والقوس الغربى حتى التقاطع مع طريق القاهرة الفيوم وحصول المواطنين على أموال تقدر بعدة مليارات الجنيهات كبديل عن أراضيهم وبالنسبة لمشروع نقل مدابغ سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكى للجلود فى مدينة بدر فإنه بدأ فى عهد مبارك ولكن مشاكل التعامل مع أصحاب المدابغ والإخلاء والبدل المادى لم يتم إلا بإصرار وعزيمة الرئيس عبد الفتاح والمشروع الثالث يتمثل فى مشروع مثلث ماسبيرو ونجاحه فى إقناع ملاك المبانى القديمة للإخلاء وحصولهم على المقابل المادى المجزى أو حصولهم على شقق بديلة بالموقع أو فى مواقع أخرى حيث ينظر سيادته لمصلحة المواطنين المادية والمعنوية قبل كل شىء.
وإذا كنا نتكلم عن التعمير والتنمية فلا ننكر دور السادات ومبارك فى إنشاء وتنمية شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وإنشاء القرى السياحية على شاطىء خليج السويس والطرق والخدمات وما تم خلال الأعوام الخمس الماضية إستكمالاً للمشروعات السابقة ولكن يتم التنفيذ بأسلوب عالمى ومتطور بالنسبة للطرق الجديدة فى سيناء وأنفاق الإسماعيلية وبورسعيد والمعديات ومحور 30 يونيو ببورسعيد حتى الإسماعيلية . وهل ننكر دور السادات كونه أول رئيس مصرى يتبنى إنشاء مدن صناعية متكاملة جديدة فى الصحراء المصرية شاملاً مدينة العاشر من رمضان التى حولت طريق الإسماعيلية القاهرة إلى مناطق عمرانية رائعة مثل الشروق والعبور والمستقبل والطلائع . وهل ننكر دور مبارك فى إنشاء مدينتى والرحاب ومدينة بدر ومركز الطب العالمى ومدينة السادات و6 أكتوبروالصالحية.
وإستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال خمس سنوات فقط مسيرة المدن الجديدة المتكاملة من خلال إنشاء عشرات المدن المليونية والتنفيذ بأسلوب معمارى إنشائى متميز لم يحدث من قبل وهنا يجب على كل مسئول وزارى أو محافظ أو رئيس مؤسسة بعدم إنكار دور من سبقوه وأهمية إستكمال الأعمال والمشروعات السابق تخطيطها بواسطة الآخرين للحفاظ على المال العام وبث روح الإنتماء لكل المواطنين حيث تلاحظ للأسف تلويث سمعه الآخرين.
ولن تنجح الدولة إلا بتعليم أبنائنا وأحفادنا أهمية عدم إنكار دور الآخرين فى تنمية الأسرة والمجتمع والدولة . نرى أهمية توضيح التاريخ لهم ودور القادة والمسئولين والفن الأصيل فى الماضى ولذلك نرى أهمية تولى وزارة الثقافة والمسئولين بالأوبرا لزيادة الإحتفالات الفنية للمطربين المصريين والعرب لإستقطاب أبنائنا نحو الفن المصرى والعربى الأصيل كبديل للفن الهابط الحالى حتى يتم تربيتهم تربية متميزة وتشجيعهم على التفرقة بين الجميل والقبيح وعدم إنكار دور الذين سبقوهم.
لقد حضرت حفل موسيقى للبراعم عازفى الكمان تحت إشراف الدكتور عبد الوهاب بدار الأوبرا الجمعة الماضية بإشتراك أحفادى فرح ونور وحفل العازفى البيانو بإشتراك حفيدتي ناريمان ورأيت العمل الجماعى الرائع والفرحة والإبتسامة على وجوه البراعم الجميلة المرتدين أزياء جميلة وأناقة فى الشكل وفرحة الجد والجدة والأب والأم بأولادهم وأحفادهم ودار فى ذهنى دور الموسيقى والفن فى صقل وتأهيل النشىء الجديد وزيادة حبهم للوطن وهل سوف أستطيع رؤيتهم فنانين نابغين فى هذا المجال وخاصة أن تعميق روح الموسيقى والفن فى الطفل تبعده عن الموبقات والإنحراف والإرهاب.
وإستكمالاً لعدم إنكار السيسى لدور الآخرين أعلن سيادته إمكانية طرح شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى البورصة كوسيلة لجذب إستثمارات المصريين والمشاركة فى شركات إنتاجية صناعية وزراعية بدلاً من إيداعها فى البنوك ويعتبر هذا القرار من أهم قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة فى الوقت الحالى لأن الصناعة هى مفتاح تطوير مصر الوطن الغالى نظراً لندره المياه وعدم إمكانية زيادة دور الإنتاج الزراعى فى تحسين الإقتصاد المصرى ولذلك سيتم الإستفادة من قدرات العاملين بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية الذى يعتبر كشركة قابضة كبيرة يتبعها مئات المصانع فى كل المجالات الصناعية والزراعية والإنتاج الحيوانى والسمكى والداجنى والبيض والمنتجات الغذائية التى تم بنائها وتنفيذها بأسلوب تكنولوجى متطور وبكفاءة عالية ونظراً لثقة المصريين فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وشركاته مثل شركة النصر للكيماويات الوسيطة العملاقة وشركة الزراعات المحمية الرائدة فى مجال الصوب الزراعية وشركات الأمن الغذائى والشركة الوطنية للأسماك والشركة الوطنية لمحطات البترول والشركة العالمية العربية للبصريات سيؤدى طرح أسهم هذه الشركات فى البورصة المصرية إلى زيادة قاعدة الملكية فى الإقتصاد المصرى وزيادة مشاركة الإنتاج الصناعى فى النمو الإقتصادى للدولة ونرى أهمية دراسة أسلوب السيطرة فى مشاركة المصريين فقط فى شراء أسهم هذه الشركات كوسيلة أمنية ولجذب أموال المصريين المودعة فى البنوك والأمل الإيجابي هو أهمية قيام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتدوير المبالغ التى سترد من مساهمة المصريين فى إنشاء شركات جديدة مطلوبة للدولة فى مجال البتروكيماويات والألياف الصناعية وألواح الطاقة الشمسية والزجاج والبويات والمواد اللاصقة والمواد المطاطية وإطارات السيارات وخلافه وهنا لا ننسى دور الآخرين أمثال المشير أحمد بدوى والمشير أبو غزالة والمشير حسين طنطاوى أصحاب الريادة فى إنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الركيزة الصناعية الرئيسية فى مصر.