عشرينية حوّلت حياتها لقصة ملهمة



كتبت : ندى الحنبلي 

قصةٌ مُلهمة للكثير ممن يعتقدون أنه لا محال هالكين في أزمة الوزن الزائد والدهون المتراكمة لمدى الحياة . 
فتاةٌ تبلغ من العمر 21 عاماً ، تُدعى " أسماء أبو الخير  " . 
عاشت أسماء حياة روتينية - في إحدى دول الخليج - تكاد أن تكون خالية من الحركة ، تتنقل بواسطة السيارة بين المدرسة والمنزل ، دائماً ماتشغل وقت فراغها ليلاً بتناول الطعام ومشاهدة مسلسلها المفضل ، حتى أتى اليوم الذي بلغت فيه من الوزن 120 كيلو جرام . 
بدأت أسماء رحلتها لمحاولة خسارة الوزن ، ولكن لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق ، فقد عانت كثيراً من الذهاب المستمر لأطباء التغذية وإتباع شتى الأنظمة الغذائية مثل نظام الماء والتمر ولكن باءت جميع محاولاتها بالفشل ، فما كانت تخسره من الوزن كان يعود إليها أضعافاً بمجرد توقفها عن إتباع النظام الغذائي . 
كانت أسماء ضيفة إحدى حلقات برنامج معكم للإعلامية " منى الشاذلي " تحت عنوان ( أبطال تحدي التخسيس ) ، فذكرت أسماء أثناء حوارها أن التغيير الذي طرأ عليها لم يكن نتيجة سببٍ واحد بل هو نتيجة تراكمات من المواقف المؤذية نفسياً كبُكائها في غُرف تغيير الملابس لأنها لم تجد مايليقُ بها وبحثها المتواصل عن متاجر تجدُ فيها مايُرضي حاجتها للأناقة ، ولكن كان أشد مواقف الإحباط وقعاً على نفسها هو استهزاء إحدى الأطباء بها وهي لاتزال صغيرة مُستخدماً كلمات جارحة ، و كل ماقامت به أنها طلبت المساعدة  .
لكن تمكنت أسماء من إدهاش الجميع  - بإرادتها القوية وعزيمتها - استطاعت تحقيق أهم أهدافها وهو خسارة أكثر من 50 كيلو جرام لتصل إلى وزن ٦٧ كيلو في خلال سنه وبضع شهور دون الحاجه إلى تناول أدوية أو إجراء عمليات جراحية  . فكيف قامت بذلك ؟ 
اتبعت أسماء إسلوب حياة صحية يتخللها صبر طويل وعراقيل لاشك مُنهِكَة لكنها مع ذلك لم تدع لليأس طريقاً للوصول إليها والتمكُن منها بل وضعت هدفها نصب عينيها و سارت إليه ، اعتادت أسماء أن تتناول مشتقات اللحوم مشوية أو مسلوقة كما أنها قللت تدريجياً من نسب تناولها للكربوهيدرات وكان أفضل حلولها للقضاء على ظاهرة الجوع ليلاً هو غلق باب الثلاجة بالمفتاح لمنع نفسها من الحصول على الطعام متى ما أرادت ذلك . 
ولم تغفل أسماء عن ذكر تأثير الرياضة ورفع الأثقال في شد ترهلات الجلد بعد عملية إنخفاض الوزن وأوضحت أنه من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء للحفاظ على نضارة البشرة . 
استطاعت أسماء أبو الخير في النهاية أن تكسر هاجساً كان يُطاردها منذ الصغر و تغلبت على مخاوفها من مصير مُحتم في عائلة انتشر بها مرض السمنة وراثياً ، وأرجعت الفضل بعد الله لعائلتها وخاصةً  شقيقتها الصغرى " آيه أبو الخير " التي كانت داعماً كبيراً لها على مدار رحلتها . 
و الآن تستطيع أسماء أن تمارس أنشطتها بسهولة أكثر فباتت تملؤها الثقة بالنفس وحب الحياة ، كما خلقت لحياتها قصة مُلهمة للعديد من مُتابعيها ممن يخوضون حروبهم الخاصة .
 فلكلٍ منا حرباً يخوضها ويحاول جاهداً أن يخرج منها منتصراً ، حتماً هناك مَن يتربصُ بنا آملاً أن يرى سقطاتنا وفشلنا وهناك مَن يمد لنا يد العون أيضاً ويدفعنا للأمام ، لكن اعلم بأنك ستنجحُ فقط عند غض بصرك عن كل محاولات الإحباط و زرع اليأس ممن حولك ، فطالما لم يتفشى اليأس بداخلك سوف تستطيع النجاح .  
ثِق بقدرتك على لمس النجوم إذا أردت  فمن سيثقُ بك إن لم تثق بنفسك أولاً وتستَمِت للوصول إلى أحلامك مهما كانت مستحيلة في نظر الآخرين ،  واجه مخاوفك فإنك ناجح طالما لم تتوقف عن المحاولة ، الحياة إمّا أن تكون مُغامرة جريئة أو لا شيء .