كتبت : ندى الحنبلي
" قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا " تربت أجيال متوالية على تلك الأبيات فنشأ جيلٌ يحترم المعلم الفاضل ويوقره ويُؤديه حقه لعظيم مكانته و قَدره .
لكن ماذا سيحدث لو كان المعلم فظاً لا يستحق لقب الرسول ؟
إذا نظرنا للجانب المظلم من الرسالة التعليمية سنجد العديد من الوقائع التي تقشعر لها الأبدان ، فبات يتردد على مسامعنا عناوين لم نكن نتوقع سماعها يوماً من الأيام مثل : مقتل طفل على يد معلمه ، ضرَبهُ المعلم ففتح رأسه أو كسر يديه ، تطاول المعلم على تلاميذه بالعنف الجسدي واللفظي وما إلى ذلك .
مَن أعطى الحق للمعلمين بإلحاق الضرر بأبنائنا بحجةٍ كاذبة وهي «التأديب» التي يبررون بها جرائم العنف ضد الأطفال ؟!
ألا يمكن أن يكون التأديب سَوِياً بالنقاش و التكرار و إتخاذ المعلمين كقدوة ومَثل أعلى ؟!
فإذا أراد المعلمون إنبات جيلاً حسن السيرة والسلوك فمن الأولى أن يكونوا كذلك وليس بالترهيب بل بالترغيب و الحب و إلتزام المعلم بكونه صورة مُشرِفة أمام تلاميذه .
على المعلمين أن يُقوموا أنفسهم مع الحفاظ على أخلاقيات المهنة مهما بلغت صعوبتها فالأطفال كالإسفنجة يمتصون كل ماتقع عليه حواسهم دون إدراك .
إن الطفل المشوه نفسياً نتيجة التعرض للعنف هو عبء وسيضار منه المجتمع كله فهو ليس ابن الأب والأم فحسب لكنه أيضاً ابن هذا المجتمع يتأثر به ويُؤثر فيه .
و تكمن بعض مخاطر العنف المدرسي على الأطفال في النقاط التالية :
١- تعليم الطفل العنف الجسدي و إلحاق الضرر بالآخرين.
٢- تعلم الطفل للعنف اللفظي .
٣- خلق شخصية عدوانية لدى الطفل .
٤- إمتناع الأطفال عن تكوين الصداقات مع الطفل العنيف .
٥- الشعور بالخوف و عدم الأمان عند الذهاب إلى المدرسة .
أما التربية السليمة لا تنبع أبداً من مرضى الكبت سواء من الآباء والأمهات أو المعلمين فالطفل ليس لوحة تَنشِين لرصاصاتك الطائشة أو كيس رمل تتدرب فيه على لكماتك وتُخرج فيه أمراضك .
إذا لم يكن المعلم صبوراً وعلى مستوى عالٍ من الإحترافية في التعامل مع الأطفال بجميع طبائعهم وعقلياتهم فلا يحق له أن يتقدم لآداء تلك الوظيفة التي لها دور عظيم في شتى المجتمعات .
ومن الحلول المقترحة للحد من ظاهرة العنف المدرسي :
1. اختيار الكادر التعليمي بدقة وفق الأسس والضوابط المهنية .
2. تأهيل الكادر التعليمي و تطوير مهاراته التربوية .
3. توفير أخصائي نفسي في جميع المدارس للتخلص من مشاكل الطلاب والإستماع لشكواهم .
4. معاقبة المدرس الذي يتعدى على الطلاب و تكثر منه الشكاوي بالرفد .
5. استحداث بند في القانون التعليمي يقضي بضرورة تجريم العنف بكل أشكاله داخل الحرم المدرسي .
6. ضرورة إستجابة الأهل لشكاوي أبنائهم ومتابعة سلامتهم الجسدية والنفسية .
7. نشر الوعي بأهمية تلك الظاهرة وعدم الاستهانة بها .