بقلم :عبير عمر
في الفترة الأخيرة أنتشرت العديد من الجرائم مختلفة الأشكال والأنواع ولكن كلها تندرج تحت بند الجريمة.
"قتل -إغتصاب-بلطجة -تنمر-تحرش" وبأساليب شرسة حتي إذا تم معاقبة المتهم يظهر متهم ثان ليكمل مسيرة الأول وبطرق أكثر إحترافا ،هل سألنا أنفسنا ماوراء هذا المتهم ومن هو الجاني !
وكيف وصلنا إلي أن نكون أكثر مجتمع إنتشرت به الجريمة بمعدل فوق المرتفع وبطرق مريبة وعنيفة ، فالجريمة أصبحت بها نوع من الإحتراف بمعني أن القاتل لا يكتفي بالقتل العادي وإزهاق الروح فقط ولكن يصل به الأمر إلي أن يطعن المجني عليه بعدد لا نهائي من الطعنات وبدون أي رحمة بل يميل أيضا إلي التمثيل بجثته والقاتل يتباهي بذلك أمام الجميع ولا يخاف ولا يخجل من جريمته ، جرائم الإغتصاب أصبحت من عجائب الدنيا وغضب من الله عز وجل وصل الأمر أن يغتصب الأب أبنته والخال والعم بل وإغتصاب الأطفال أصبح شئ عادي كما أنتشر في الفترة الأخيرة ، هل هذا من الطبيعي هل هذا أصبح مباح وأمر يستحق السكوت عليه كما الحال في جرائم البلطجة التي إنتشرت بشكل مفزع وأصبحت شيء طبيعي لأي طفل وشاب ومرتكب هذه الجرائم يتباهي بجريمته ولا يخجل منها ويعتقد أنها نوع من الرجولة !
كيف وصلنا إلي هذا الحال ومن هو المتهم الحقيقي ،مع الأسف المتهم ليس من تم رصده يقتل مع سبق الإصرار والترصد ولكن المتهم الحقيقي الذي دمر جيل بل أجيال ، عندما نترك أطفالنا أمام التلفاز والتكنولوجيا بأنواعها يشاهدون عروض البلطجة وسفك الدماء بدون أي استباحة أو خوف ونسينا أن الطفل يتعلق ويقلد ما يراه ، عندما سقطت الرقابة عن الأفلام والمسلسلات التي يتم عرضها علي الشاشات ،عندما كرمنا القائم بهذه الأعمال وفعلنا منه بطل وأسطورة وبعد ذلك نسأل لماذا أطفالنا وشبابنا أصبحوا مثله ، عندما تعرض الأفلام طرق البلطجة وأساليبها وسهولة أدائها وعرض جرائم الإغتصاب والتحرش والإستهوان بالمرأة والألفاظ السيئة التي أصبح ينطق بها شباب مصر والأفلام التي تعرض الجريمة كاملة بأدق تفاصليها وكأنه فيلم عن كيف تصبح مجرماً ؟!
وبطل الفيلم بعد ذلك يتباهي بحمله للسلاح وإرتكاب الجرائم والجميع يسفق له والجمهور يقول له أحسنت ويحقق الفيلم أكبر نسبه نجاح وأعلي إيرادات وأيضا تحقيق أعلي نسبة فساد وجرائم بشعة ونحن نسأل اليوم ماهي الأسباب ؟ ومن هو المجرم الحقيقي ؟
عندما نترك أطفالنا يتعلمون مايشاؤن تحت مسمي الحرية والتطور والإنفتاح ونتركهم للتكنولوجيا هي التي تقوم بدور المربي والمعلم وننسي أن نعلمهم الإحترام وكيفية التعامل مع الناس .
عندما أصبح الدين شئ إختياري وليس إجباري في الدراسة والمنازل وتركنا أطفالنا لايعرفون شئ عن دينهم وماهو الحلال والحرام .
عندما نركز علي آداب البنت وأنها لا يجوز لها فعل أي شيء ونترك الولد يفعل كل ما يحلو له بحجة أنه الرجل ولا يوجد ما يعيبه هذا له معني واحد فقط أننا أصبحنا نخاف من كلام الناس أكثر من الله عز وجل .
عندما تصبح السلطة العليا في الدولة هي القانون وهناك قوانين تبرء المتهم مع سبق الإصرار والترصد بحكم أنه طفل هذا القانون صحيح 100% ولكن صدر هذا القانون منذ متي؟ ، صدر هذا القانون في وقت غير وقت وزمن غير زمن ،هل هذا الجيل هو نفس الجيل عند صدور هذا القانون؟ ، هل بنفس الأخلاق والتربية ؟
فيجب تغير هذا القانون لأن هذا الطفل أصبح سفاحاً في هذه الأيام أنظر إلي أطفال هذه الأيام الطفل يحمل السلاح بكل فخر ويغتصب ويذبح ويشوه ضحايا كثيرة .
فأكثر الجرائم المنتشرة في هذه الفترة المتهمين هم أطفال لم يتجاوزوا سن 18 عاماً فيجب تعديل هذا القانون .
يجب علي كل أم وكل أب أن يعلموا أطفالهم تعاليم دينهم والآداب العامة وإحترام الغير وأن نراعي الله في تربيتهم وأن نعامل الولد بنفس معاملة البنت ولا نترك الولد يفعل مايريد بحجة أنه رجل .
يجب أن نركز مع أطفالنا فيما يشاهدون علي التكنولوجيا التي يحملونها ونمنعهم من مشاهدة عروض البلطجة والعنف .
يجب علي رقابة السينما والدراما المصرية أن تمنع عروض مثل هذه الأفلام و وضع الرقابة علي أي مشهد وأن تكون جميع العروض في حدود الآداب العامة .
إذا أجدنا التربية وحذر هذه العروض سننقذ شبابنا وأطفالها وسننقذ جيل بل أمه بأكملها.
فلا نجاة لهذا الجيل والأجيال القادمة غير التربية و الأصول الدينية والعامة الصحيحة .