كتبت : ندى الحنبلي
في رحلتنا في الحياة نادراً ما نجد أرواحاً نشعرُ بالإنتماءِ إليها ، نشعرُ بوجودهم أننا نُجالس أنفسنا ، يلتمسون لنا من الأعذارِ مايجعلهم مُتسامِحون معنا حتى ولو أخطأنا في حقهم . بالتأكيد قد فهمتم أننا نتحدث عن الأصدقاء .
وكأصلِ أي علاقة تجدُها متعددة الأنواع فهناك نوعان من الصداقة :
١- صداقة المنفعة "المصلحة" : وهي علاقة تقوم في أصلها على مصلحة مُتبادلة بين الطرفين، وبمجرد إنتهاء المنفعة تنحلُ عُقدة الصداقة وكأن شيئاً لم يكن ، ولا يُحبَذ تكوين علاقات وطيدة مع أصدقاء المنفعة أو تَوقُع الكثير منهم كي لا تُصاب بالخيبة وإنعدام الثقة بالآخرين ، فلا تُطلِق لقب الصديق بسهوله على كلِ مَن تجده أمامك .
٢- الصداقة الحقيقية : وهي أسمى العلاقات فالأصدقاء الحقيقيون على مقاسِ قلبكَ تماماً ، هم مَن يبقون بقُربك في الحزن قبل الفرح ويتمنون لكَ الخير دائماً ويُعِينُوكَ عليه ، يدفعونك للنجاحِ دَفعاً ويُسرعون لمُساعدتك وينصحوكَ إن أخطأت ، فالصديق هو صادق الوعد الوفي .
سُئل حكيم ذات يوم : " كيف تعرف ودّ أخيك ؟ قال: "من يحملُ همي، ويسأل عني، ويسد خَللي، ويغفر زللي، ويذَكرني بربي، فقيل له وكيف تكافئه ؟ قال: أدعو له في ظهر الغيب".
انتقِ رفيق دربك بعناية فلا تُصاحِب إلا مَن تُسعِدُك صُحبته ، ذاك الشخص المَرِن الذي لن تُعاني معهُ في محاولةٍ مِنكَ مُستمرة لتبرير مواقفك لأنه يفهمك ، مَن يُحسنُ الظنَ بك لأنه يعلم مَكنونَ قلبك ، صاحِب مَن يُحبك لذاتك ويسمو بأخلاقك ، و عاشِر بقيّة النّاس بالحُسنى .
وتذكر قول رسول الله -ﷺ- : " المرءُ على دينِ خَليله ، فلينظُر أحدُكُم من يُخالِل" .